التحطيم النفسي .. الكاتبة: الزهرة العناق

 

قد تهب على النفس عواصف من خيبات مباغتة و متتالية، تترك الروح في انحناءة لا مرئية، كجسر متهالك بين ضفتي الأمل واليأس.

التحطيم النفسي أو بالأحرى الخراب و الدمار النفسي ليس مجرد صداع في القلب أو غيمة عابرة في الوجدان، بل هو انكسار داخلي هادئ لا تصرخ أوجاعه، ينهش الأعماق ببطء كأنه طيف ليل ممتد بلا صباح.

التحطيم النفسي هو ذاك السكون المربك حين يعجز الإنسان عن إعادة تشكيل ذاته، حين تصبح التفاصيل البسيطة ثقيلة كالجبال، وتبدو الأيام كصفحات متشابهة بلا توقع أو انتظار. تتجلى فيه الوحشة في أعنف صورها، حيث ينطوي المرء على ذاته، يبحث في زوايا روحه عن أثر ضائع من عزيمة أو نور خافت من حلم قديم.

لكن هذا الخراب ليس نهاية الحكاية، بل ربما يكون لحظة عبور نحو ولادة جديدة. فكما ينبت الزهر من رحم الطين، قد تنبت القوة من ركام الألم، وتنهض النفس ولو مثقلة بأطياف ما مضى.

التحطيم النفسي قد يعيد الإنسان إلى جوهره، إلى نقطة البدء حيث يعيد تعريف نفسه بما يتجاوز ما فقد.

فلا انكسار يدوم، ولا خراب يحكم قبضته على قلب قرر أن يزهر من جديد، حتى وإن كان العبور بطيئا، فهو عبور نحو النور، ولو بعد حين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى