أخر الأخبار

سميرة حمود تكتب يقظة الشعوب: من ضياع الجوهر إلى سمو الذات

مقال اتمنى تهتموا وتقروا المقال زي ما بتهتموا بالصور ، انا بخاطبكم بكل حب ارجوا قرأته

يقظة الشعوب: من ضياع الجوهر إلى سمو الذات

بقلم الكاتبه والأديبه سميرة حمود

نحن الشعوب التي غلب عليها الاهتمام بالمظاهر، شعوبٌ تنبهر بالصورة الخارجية وتتجاهل عمق الجوهر. نحن من نتقاعس عن إصلاح ذواتنا ونتقن نشر كلمات اليأس بدل أن نستثمر في اكتشاف أنفسنا، نُضاعف السلبية بينما الطريق إلى السمو مُتاح، ولكنه يتطلب الإرادة والصبر، وهما أقل ما نبذله.

نحن من نشتكي الفقر والاكتئاب، ونُحمّل الحياة وزر تعاستنا، بينما نهدر الوقت في التوافه. نُغرق عقولنا بأخبار الفنانين والكوميديا السطحية، ونساهم في تشويه الفكر بدلًا من أن نُعزز الوعي أو نشجع الإبداع. نُدير ظهورنا للكتب، نتجاهل الثقافة، ونترك أيدينا مغلولة عن دعم النجاح.

عقولنا، التي خُلقت للتفكر والتأمل كما قال الله تعالي ، باتت تابعة لشهواتها، تنقاد لرغباتها دون وعي. أصبحت مرآة الواقع العربي مرآةً يعكس فيها التخلف الموروث، واليأس المُكرّس، والتقاعس عن بناء الذات.

قارنوا بين حالنا وحال الأمم التي تقدمت، الأمم التي ارتقت بتطبيق قيم العمل والإبداع، التي جعلت الجوهر معيارًا والمظهر مكملًا، فكم تقدمت نسبة إلى تخلفنا؟ تلك الأمم لم تُثقل عقولها بترهات، بل وجّهتها نحو البناء والتطوير.

أنظروا إلى مواقع الإباحية التي تحصد دعمًا واسعًا وإقبالًا مُرعبًا، بينما تُركت المواقع الثقافية والإبداعية مهجورة، تنتظر من يُحييها. عجبتُ لعقول هجرت النور وسكنت في ظلام الشهوات، فانتشر الظلم وعمّ النفاق، وضاعت الأخلاق، وغابت الروح السامية.

حزني ليس على ما ضاع، بل على ما لا يزال يُهدر. على الشعوب التي تسير عمياء، تقتل بداخلها كل بادرة رقي وتقدّم.

 

أفيقوا من هذا السُبات، أفيقوا من أوهام المظاهر. ازرعوا في أنفسكم جوهرًا نقيًا، جوهرًا يُعينكم على النجاح، ويُطهّر صدوركم من التخلف والضياع. السمو بالذات ليس طريقًا مستحيلًا، بل هو خيارٌ يحتاج إلى أول خطوة شجاعة. فلنبادر، فبذرة التغيير تبدأ منا نحن.

أفيقوا قبل أن تُدفنوا أحياءً في قبور الوهم، أفيقوا قبل أن تُطمس عقولكم تحت أنقاض الشهوات والتفاهة. السمو بالذات ليس خيارًا إضافيًا، بل هو نداء وجودي لاستعادة إنسانيتنا المفقودة. لا تنتظروا التغيير من أحد؛ أنتم البداية، أنتم الشرارة، أنتم المعول الذي يهدم الجهل ويبني جسر الوعي.

افتحوا نوافذ العقول والقلوب للنور، قاوموا السطحية، وازرعوا في أرض أرواحكم بذور الإبداع، العمل، والقيم. فالأمم لا تنهض إلا بمن يملكون الشجاعة ليروا الحقيقة كما هي، ويشقوا طريقهم نحو حياة أرقى وجوهر أنقى.

هذا هو طريق النجاة. وهذا هو سبيل الرقي. والخيار الآن بأيديكم.

تحياتى.. سميرة ✍️

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى