الزهرة العناق تكتب : الأمل على جدار الألم

 

حين تغزو العتمة أركان النفس، و تتراكم سحب الألم فوق سماء القلب، يطل الأمل كوهج يخرق الطريق المظلم. قد يبدو للبعض أن الأمل ضعيفا في لحظاته الأولى، و أنه مجرد شعاع واهن يقاوم زئير الرياح و الأعاصير، لكنه في جوهره قوة جبارة تشيد جسور النجاة بين الهاوية و القمة.

على جدار الألم، يمكننا أن نخط بأيدينا حكايات الانتصار. نعم، الألم مر المذاق، لكنه معلم عظيم. فهو الذي يعلمنا كيف ننهض بعد السقوط، وكيف نعيد بناء أرواحنا بأعمدة من القوة والإيمان. الألم ليس نهاية المطاف، بل هو مرحلة من مراحل الرحلة.

من منا لم يجرب الألم و تعلم سواء من ضربة القلم أو لسعة الكلام؟من منا تسلق الجبل من الوهلة الأولى دون أن يسقط؟ من منا لا يعرف أن الألم بطبيعته يترك ندوبا في الروح، و ينقش أحزانه على جدار الزمن كأنه يحاول أن يخلد حضوره؟

ماذا لو كان ذاك الجدار ذاته ساحة لمعاركنا مع الانكسار؟وماذا لو استطعنا تحويل تلك النقوش المؤلمة إلى لوحات تزين بألوان الحياة الجميلة؟

الأمل هو التوأم الروحي للألم. الألم هو جزء لا يتجزأ من إنسانيتك. من الألم تتعلم كيف تحول ألمك إلى أمل و حافز للنهوض، كيف تعيد صياغة حكايتك بعيدا عن عناوين اليأس

الأمل ليس مجرد حالة عابرة تداهمنا صدفة، بل هو قرار حازم يتخذه القلب رغم قسوة الظروف. إنه اليد التي تمسك بنا عندما تتهالك قوانا، والنور الذي يرشدنا حين نضل الطريق. الأمل هو أن تؤمن بأن لكل ألم نهاية، ولكل دمعة أفق جديد يحمل وعدا بالسعادة.

فليكن جدار الألم صفحات مفتوحة للأمل، و لتكن ألوانك الحلم و الطموح والصبر. اكتب عليها أنا عنوان “الأمل على جدار الألم” ودع العالم يؤمن بأن الإنسان قادر على أن يعيد تشكيل حياته بنفسه، مهما كان حجم الخراب الذي تركه الألم خلفه.

تذكر دائما أن الأمل ليس شعلة توقدها الظروف، بل هو نار تسكن بداخلك، تنتظر منك أن تفك لغز الماضي المسجون بقفص الألم و تأخذ القرار و تضيء بشمعة الأمل طريقك وتلهم من حولك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى