الزعيم مصطفى كامل.. مواقف وطنية خالدة

رانيا البدرى
“لا معنى للحياة مع اليأس، ولا معنى لليأس مع الحياة”، و”ليست الحرية بعزيزة على قوم يعملون للحصول عليها ويجتهدون في نيلها وليس بعزيز على المصريين أن يفكوا قيود بلادهم ويعيدوا إليها استقلالها ومجدها”، و”إن من يتسامح في حقوق بلاده ولو مرة واحدة يبقى أبد الدهر مزعزع العقيدة سقيم الوجدان”.
من الأقوال الشهيرة للزعيم الوطني مصطفى كامل الذي يُعد من أكبر المناهضين للاستعمار، ومن أكبر من نادوا بالنهضة وأهمية التعليم، وفضح جرائم الاحتلال والتنديد بها في المحافل الدولية خاصة بعد مذبحة دنشواي، إلى سقوط اللورد كرومر المندوب السامى البريطانى فى مصر.وحرك مصطفى كامل القضية، وكان خطيباً ليس له مثيل، فاعتمد على الخطابة وتنظيم المؤتمرات والصحافة لتعبئة الرأي العام المصري والرأي العام العالمي، وشرح قضية مصر الأولى وهي قضية الاحتلال البريطاني لمصر وطالب باستقلال البلاد، وظل مصطفى كامل يقود الكفاح الوطني ضد الاحتلال البريطاني ويدافع عن حقوق بلاده. نشر الزعيم مصطفى كامل حديثاً دار بينه وبين الكولونيل بارنج، أخو اللورد كرومر.
وقال بارنج لمصطفى كامل: «إن للدولة العثمانية بعض السلطة على مصر ولكن الذين وقفوا على حاضر الأمور وماضيها لا يجهلون دخول مصر تحت حكم الإنجليز»، مصطفى كامل: «إن وزراءكم وكبار رجالكم قالوا إن احتلالكم مصر ليس إلا احتلال مؤقت ينتهي بعد إصلاح الحال وتأييد سلطة الأمير وعاهدوا أوربا على ذلك، مقدمين المواثيق الغلاظ فكيف بك اليوم تقول عكس هذا القول».
بارنج: «أنتم ذوو نية سليمة أتظنون أن الإنجليز يخرجون من مصر، ويتركون أرضها العزيزة وخيرها العميم، وهل تصدقون أن أوربا تنجدكم وتساعدكم علينا لا إنها آمال بعيدة وأوهام يجب أن تتركوها وتعلموا أنكم في حماية الإنجليز، وأن سيادة الترك أصبحت في حيز النسيان»،
الزعيم مصطفى كامل: «إن لمصر أن تأمل من أوروبا نجاتها وخلاصها، فلقد كشفت أعمالكم الناطقة نواياكم الخبيثة، بل وتحقق أنكم لا تصدقون في أقوالكم ولا توفون بعهودكم، ولذا يعتقد الجميع بأن الاحتلال في آخر ساعاته»،
مصطفى كامل: «لنسلم لك بذلك جدلا ولكن هل نسيت أن في حمايتكم لمصر ووضع يدكم عليها ضياعا للموازنة الأوربية التي تعمل كل دولة على المحافظة عليها مهما قدمتم من الهدايا، فهل تظنون أن تلك الهدايا توازى لديها حرية الطريق البحري للشرق الأقصى ولاعظم المستعمرات الأوربية في آسيا والبحر الأحمر، أم نسيتم أن من العار على أوربا أن تساعدكم على انتهاك المعاهدات وتترككم تستعبدون أمة أعترفت أوربا نفسها بكمال إستعداد هذه الأمة ومساواتها لأعظم الممالك المتقدمة مدنا ونظاما، ولم ساعدت فرنسا الولايات المتحدة وطردتكم منها، أكانت مصالح فرنسا في أمريكا أكثر من مصالحها في مصر، بل لماذا قامت أوربا قومة رجل واحد لمساعدة اليونان على نيل استقلالهم وانفصالهم عن الدولة العثمانية، أظنك يا جناب الكولونيل لا تقدر على إثبات أن المصريين ليسوا من النوع الإنساني أو أنهم غير أهل لأن ينالوا حريتهم من أوربا واستقلالهم المضمون والمثبت بالمعاهدات، التي كنتم أول المصدرين عليها والمفيدة بفرمانات الدولة العثمانية»،