محمد كمال قريش يكتب/ أحمد الشرع في القمة العربية: “أما كيف سنرد فهذا لا ينبغي أن نقوله للإعلام الآن”

أمر السياسة عجيب؛ جملة مثل هذه، تكاد تطيح بأي أفكار وآراء تشككية في شخصية ومنهج أحمد الشرع لدى البعض. جملة تشير إلى حكمة وحنكة ونية صادقة وواضحة للقيام على أمر سورية كما ينبغي لمواطن سوري ينتمي لها جسدًا وروحًا. وكما ينبغي لعربي مسلم غيور على وطنه ودينه.
رأيت كيف تفاعل عشرات الآلاف على منشور صفحة “الجزيرة ـ مصر” بالإيجاب، اطلعت على التفاعلات وقرأت التعليقات، ودُهشت لأني لم أجد تعليق واحد سلبي، ولم أجد تفاعل بأضحكني كما هي عادة المتفاعلين مع المنشورات السياسية، خاصة الأخيرة، وتحديدًا المتعلقة بسورية وأحمد الشرع بعد صعود نجمه وأفول نجم المخلوع بشّار.
أمر السياسة غريب؛ باختلاف ردود الشعوب، وتقلباتها من النقيض للنقيض. هذا رجل له تاريخ مشرف بالنسبة للبعض، ومخزٍ بالنسبة للبعض! رجل سياسة أمره محير ومثير للتساؤلات والشكوك، كمعظم رجال السياسة. ثم تجد اتفاق بالإجماع من المتفاعلين على منشور لكلمته في القمة العربية!
حاضر معاصر، قرابة الخمسة عشر عامًا، نتشكك في أحداثه ولا نكاد نجزم بالثقة في رأي ما، فنتبنى أفكارًا بناء على معطيات ظاهرية، وعاطفة داخلية تثيرها نزعة وطنية أو معتقد ديني، أو رجاحة عقل وبصيرة.
لا يستطيع الواحد منا استخلاص رأي قاطع حول “تنظيم الدولة” مثلًا أو غيره من التنظيمات والحركات العسكرية والسياسية. أسئلة كثيرة تُثار حول الكثير من الأمور في آخر خمسة عشر عامًا، وأعلى تقييماتنا لها نتوصل إليها باستفتاء لقلوبنا، لا عن دلائل يقينية جلية! وهذه هي السياسة.
هذه هي السياسة التي يؤمن الكثير منا أنها تُلعب بدهاء وخبث لا تستطيع عقول العامة استيعابهما. وتُدار من غرف سرية لا يعلم مكانها حتى الجن الأزرق، لتنظيمات سرية لم ولن تُعرف!
ثم يجيء مَن يطلق أحكامًا ويتبنى آراء على حدث وقع من مائة عام، أو ألف وأربعمائة! مثلًا!
ومَن قال أن بعض رجال السياسة والواجهة أنفسهم يعرفون ويفهمون ما يجري؟ ربما وجد الواحد منهم نفسه في خضم معترك لا يعرف كيف دخله وكيف سوف يخرج منه، وما مصيره ومصير دولته!