رجال خلقوا للنصر أو الشهادة.. بقلم د / سعاد حسني

يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم) ” إذا فتح عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيفا، فذلك خير أجناد الأرض، فقال له أبو بكر لما يا رسول الله؟ قال لأنهم وأزواجهم في رباط إلى يوم القيامة” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم. لا ينطق عن الهوى فهو يعلم علم اليقين بطبيعة الجندي المصري. والجندي هنا ليس المقصود العسكري فقط، بل هو كل من ينتمي إلى رجال القوات المسلحة. – جنود وقادة – الجندي المصري، لأنه من أبناء مصر؛ فهو نتاج كل بيت من البيوت المصرية، وهو يعلم قيمة تراب بلده، فهو يدافع عنها وعن أرضها بكل ما يملك من قوة. معتمدا على الله – سبحانه وتعالى – يقينا منه أن النصر من عند الله. ولديه عقيدة راسخة إما النصر أو الشهادة وليس له خيار ثالث. فهو يقف على حدود مصر متلقيا الموت بكل قوة، وتاركا ورائه أهله وأقاربه وأولاده، ولا يفكر في شئ إلا عزة بلده وشرفها. فحين نحن نعيش حياتنا : نأكل، و نشرب، ونشاهد التلفاز ونخرج، ونتنزه، ونعيش حياة طبيعية بكل تفاصيلها. فهو يدافع بكل ما يملك من قوة ولا يهمه روحه ولا يهمه نفسه ولا دمه، كل هذا ثمن رخيص في سبيل عزة بلده وكرامتها ؛ فهو أهون عليه أن يموت ولا أن أحدا يمس بلده وأرضها. والذي تتعجب منه أن الشعب المصري بأكمله يترسخ لديه هذه العقيدة، . والنساء منهم قبل الرجال. فجموع الشعب المصري على استعداد كامل للنزول في الشوارع،و الطرقات، والميادين – واعتقد المواقف الماضية أثبتت ذلك – يدافعون عن أرضهم وعن عرضهم، ويموتون فيها ولا أن أحدا يمسها. فيفضلون أن يكونوا جثثا تحت الأنقاض و لا أن أحدا غاصبا محتلا ينال من أرضهم وعرضهم. فهنيئا لك يا مصر بهؤلاء الرجال الأبطال الذين ليس لهم مثيل على وجه الأرض، بشهادة من أصدق خلق الله ( سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام). وهنيئا لك يا مصر بشعب محب بل عاشق لبلده لا يفرط في أية حبة من ترابك مهما تتطلب منه هذا من تضحيات.