نورهان نبيل تكتب : زيارة الرئيس ماكرون لمصر نافذة جديدة لتنشيط السياحة

زيارة الرئيس ماكرون لمصر حملت في طياتها دلالات وأبعادًا تتجاوز البروتوكولات الدبلوماسية التقليدية. ففي ظل سعي مصر الدؤوب لتعزيز قطاعها السياحي، الذي يمثل رافدًا حيويًا للاقتصاد الوطني، تكتسب مثل هذه الزيارات أهمية خاصة، حيث يمكن أن تساهم بشكل كبير في تحسين الصورة الذهنية للبلاد وتشجيع تدفق السياح من مختلف أنحاء العالم، وخاصة من السوق الفرنسي والأوروبي بشكل عام.
لا شك أن فرنسا تعتبر من الأسواق السياحية الهامة لمصر تاريخيًا. فالمواقع الأثرية العريقة، والشواطئ الخلابة، والتراث الثقافي الغني، لطالما كانت عناصر جذب للسائح الفرنسي الباحث عن الأصالة والتنوع. إلا أن التحديات التي واجهها قطاع السياحة المصري في السنوات الأخيرة، سواء كانت داخلية أو خارجية، استدعت بذل جهود مضاعفة لاستعادة الزخم وجذب المزيد من الزوار.
تأتي زيارة الرئيس ماكرون في هذا السياق بمثابة فرصة ثمينة. فمن خلال التغطية الإعلامية الواسعة التي تحظى بها مثل هذه الزيارات، يتم تسليط الضوء على مصر كوجهة آمنة ومستقرة قادرة على استقبال الزوار وتقديم تجربة سياحية مميزة. إن الصور والرسائل التي تنقلها وسائل الإعلام العالمية عن هذه الزيارة يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي كبير في تغيير المفاهيم الخاطئة التي قد تكون عالقة في أذهان البعض.
علاوة على ذلك، يمكن أن تساهم المباحثات
التي تجري خلال الزيارة في تعزيز التعاون الثنائي في مجال السياحة. يمكن أن يشمل ذلك تبادل الخبرات في مجال إدارة المواقع السياحية، وتطوير البنية التحتية السياحية، وتنظيم الحملات الترويجية المشتركة، وتشجيع الاستثمارات الفرنسية في القطاع السياحي المصري. كما يمكن أن يتم التركيز على أهمية السياحة المستدامة والحفاظ على البيئة والموروثات الثقافية.
إن استثمار مصر لهذه الزيارة بشكل فعال يتطلب خطوات عملية وملموسة. يجب العمل على ترجمة الدفعة المعنوية التي قد تخلقها الزيارة إلى برامج وخطط تسويقية مبتكرة تستهدف السوق الفرنسي بشكل خاص والأسواق الأوروبية بشكل عام. ينبغي التركيز على تنويع المنتج السياحي المصري ليشمل بالإضافة إلى الآثار، السياحة الثقافية، والسياحة البيئية، والسياحة العلاجية، وغيرها من الأنماط التي تجذب شرائح متنوعة من السياح.
في الختام، يمكن القول إن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر تمثل فرصة واعدة لتنشيط قطاع السياحة المصري. إلا أن تحقيق أقصى استفادة من هذه الزيارة يتطلب جهودًا متكاملة من مختلف الجهات المعنية، بدءًا من الحكومة والقطاع الخاص ووصولًا إلى المجتمع المحلي. إن العمل الجاد والمستمر على تحسين جودة الخدمات السياحية، وتوفير بيئة آمنة وجذابة للزوار، وتعزيز الصورة الإيجابية لمصر في الخارج، هو السبيل الأمثل لتحويل هذه الزيارة إلى نقطة انطلاق حقيقية نحو مستقبل سياحي أكثر ازدهارًا.
مقال عن زيارة ماكرون لمصر وخان الخليلي ودورها في تنشيط ااسياحة
ماكرون في خان الخليلي: عبق التاريخ يغازل آمال السياحة المصرية
شكلت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأخيرة إلى مصر محطة مهمة في مسار العلاقات الثنائية بين البلدين، ولكن اللافت فيها كان التوقف الخاص في قلب القاهرة النابض، خان الخليلي. هذه الجولة في أروقة السوق العريق، بين حكايات الحرفيين وروائح التوابل وألوان المشغولات اليدوية، لم تكن مجرد لقطة بروتوكولية، بل حملت في طياتها رسائل عميقة الأثر حول جاذبية مصر السياحية وقدرتها على استقطاب الزوار من مختلف أنحاء العالم.
خان الخليلي، هذا الصرح التاريخي الذي يعود بنا بالذاكرة إلى عصور المماليك، يمثل أيقونة حقيقية للسياحة في مصر. بأسواقه المتداخلة، ومقاهيه الشعبية، ومساجده الأثرية، يحكي قصصًا عن حضارة عريقة وتراث غني. لذا، فإن اختيار الرئيس ماكرون التجول في هذا المكان تحديدًا يحمل دلالة رمزية قوية. إنها إشارة واضحة إلى تقدير فرنسا العميق للتاريخ المصري وثقافته الأصيلة، وإبراز لهذه الجوانب كعناصر جذب سياحي فريدة.
لا شك أن الصور التي انتشرت للرئيس الفرنسي وهو يتفقد أزقة خان الخليلي، ويتحدث مع البائعين والحرفيين، ويتذوق بعض المأكولات المحلية، كان لها وقع إيجابي كبير على الصورة الذهنية لمصر كوجهة سياحية. فمثل هذه اللحظات العفوية، التي تنقلها وسائل الإعلام العالمية، تساهم في كسر الحواجز وتغيير المفاهيم النمطية، وتُظهر مصر كبلد حيوي وآمن ومرحب بزواره.
إن زيارة شخصية رفيعة المستوى مثل الرئيس ماكرون إلى مكان شعبي وتاريخي مثل خان الخليلي تحمل في طياتها دعوة ضمنية للسياح من مختلف الجنسيات لاستكشاف هذا الكنز الثقافي. إنها بمثابة شهادة ثقة في قدرة مصر على تقديم تجربة سياحية أصيلة وممتعة، تتجاوز مجرد زيارة المواقع الأثرية الكبرى لتشمل التفاعل مع الثقافة المحلية والتعرف على نبض الحياة اليومية للمصريين.
ولتعظيم الأثر الإيجابي لهذه الزيارة على تنشيط السياحة، يجب على الجهات المعنية في مصر استثمار هذه اللحظة بشكل فعال. ينبغي العمل على تطوير البنية التحتية في المناطق التاريخية مثل خان الخليلي، وتحسين الخدمات المقدمة للزوار، وضمان نظافة وأمان هذه المناطق. كما يجب إطلاق حملات ترويجية تستثمر صور ومقاطع فيديو زيارة الرئيس الفرنسي لإبراز جمال وتنوع التجربة السياحية في مصر.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساهم هذه الزيارة في تعزيز التعاون الثنائي بين مصر وفرنسا في مجال السياحة الثقافية والحفاظ على التراث. يمكن تبادل الخبرات في مجال ترميم الآثار، وتطوير المتاحف، وتنظيم الفعاليات الثقافية المشتركة التي تجذب السياح المهتمين بالتاريخ والفنون.
في الختام، يمكن القول إن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى خان الخليلي لم تكن مجرد محطة عابرة في جدول أعمال دبلوماسي، بل كانت بمثابة نافذة أمل جديدة لتنشيط السياحة في مصر. إنها فرصة لإبراز الوجه الحضاري والثقافي الغني للبلاد، وتشجيع السياح على اكتشاف كنوزها الخفية، والتأكيد على أن مصر قادرة على تقديم تجربة سياحية فريدة ومميزة لكل زائر يبحث عن الأصالة والجمال. يبقى الأهم هو كيفية استثمار هذه اللحظة وتحويلها إلى واقع ملموس يعود بالنفع على قطاع السياحة والاقتصاد المصري بشكل عام.