هدم الإنجازات بقلم علي بدر سليمان

هدم الإنجازات
بقلمي علي بدر سليمان
مايحدث في وطننا العربي هو شيء مؤسف حقا
وهو مأساة حقيقية .
عندما نقوم بهدم أوطاننا بأيادينا والتي أمضينا عمرا في بنائها هي الحماقة بعينها بل إنه الجنون بعينه .
ألم نسأل أنفسنا من هو المستفيد الوحيد من كل
هذا الصراع والاقتتال بين أبناء البلد الواحد
والوطن الواحد !
نعم هي قوى الإستكبار العالمي والتي تحاول
دائما زرع الشقاق والفرقة والانقسام بين أبناء
البلد الواحد والوطن الواحد خدمة لمصالحها
الاستراتيجية وخدمة لعملائها ووكلائها في
المنطقة العربية والخاسر الأكبر هي الشعوب
العربية.
ألم نسأل أنفسنا ذات يوم لماذا نبقى متخلفين عن اللحاق بركب الدول المتطورة !
فقد توصلت معظم الدول الكبرى إلى اكتشافات
هائلة وعظيمة جدا في كافة المجالات العلمية
وبعضها يحاول دراسة علوم الفضاء في مجرة
درب التبانة والمجرات الأخرى خارج الغلاف الجوي المحيط بالأرض ودراسة حركة الكواكب وتأثيرها
على بعضها البعض وعلى الكرة الأرضية .
ومازلنا نحن في الدول العربية نحارب بعضنا
البعض ونقتل بعضنا البعض وندمر بلداننا ومقدراتها بسبب الطائفية المقيتة التي تحاول أن تزرعها
بداخلنا قوى الاستكبار العالمي وتجند العملاء
لصالحها ليل نهار وتدفع لهم أموال طائلة لتحقيق
ماتصبو إليه مستغلة جهل البعض في تحقيق
أهدافها القذرة .
متى سوف نصحو من هذا الكابوس المزعج
الذي دمرنا به أنفسنا وأوطاننا وكم سنة نحتاج
إلى إعادة بناء ماهدمناه بعد أن نصحو من
حماقاتنا.
نعم إننا حمقى لأننا غيبنا عقولنا وجعلنا الجهل
والغباء يسيطر علينا فيعيدنا إلى الخلف عشرات
السنين بدل التقدم إلى الأمام .
يجب علينا أن نعيد التفكير جيدا في بناء
أنفسنا بناء الإنسان بشكل جيد قبل أن نبني
حجارة المكان .
علينا أن نتعلم من أخطاءنا وأخطاء غيرنا
ونستثمر في ثرواتنا الداخلية ونتجاوز الخلافات والانقسامات فيما بيننا وذلك من خلال الجلوس على طاولة المفاوضات وحل جميع المشاكل العالقة بيننا وبين إخوتنا في الوطن وعلينا أن ننظر إلى أنفسنا وبقية أطياف المجتمع على أنهم شركاء حقيقيين في بناء الوطن ويجب عدم إقصاء أحد مهما كان توجهه وايديولوجيته حتى نصل إلى وطن يحترم الجميع ويساوي بين الجميع لا فرق فيه بين مواطن ومسؤول.