سميرة حمود تكتب أنا الانثي النكدية

سميرةحمود تكتب أنا الانثي النكدية
أنا الأنثى النكدية… كما تراني، لا كما أكون”
في عالم يخلط بين الصخب والعمق، بين الضجيج الأنثوي وهدير الكبرياء، وُصمتُ بوسمٍ تافه “أنثى نكدية” هكذا، دون تفكير، دون وعي، دون أدنى محاولة لفهم السياق أو قراءة التفاصيل، لأنني اصر على احترام حدودى ، لاننى اعاتب حين يُوجعني، وأتغير حين يُستهان بي… أصبحت نكدية.
لكن دعني أصحح لك المفهوم، يا من ترى في عقل المرأة خطيئة، وفي مشاعرها ضعفًا، وفي حاجتها إلى الاحتواء الراقي عبئًا .
أنا نكدية لأنني أحبّ بصدق.
وحين أحبّ، لا أحبّ بنصف قلب. أكون فراشةً في حضورك، ونجمة في حديثك، وطفلة في غيابك. أبعثر طاقتي لألملمك، أسهر لأطمئن على خيالك، وأدعو الله لك في سرّي كما تفعل أمّك. لكن حين تُهمل، وتكسر، وتُسخّف مشاعري،وتتعدى حدودى لا أتحوّل إلى نكدية، بل أستعيد توازني وأدافع عن إنسانيتي.
أنا نكدية لأنني لا أقبل أن أكون هامشًا في حياة أحد .
أحب الحوار العميق، الفكر الراقي، والحب المُقدّس، لا أعترف بعلاقات البدل، أو مسرحيات “فرفوشة ونسيت نفسها”. أؤمن أن المرأة التي تحترم ذاتها، تصنع من نفسها قِبلة للكرامة لا محطة للتسلية.
أنا نكدية لأنني أملك حساسية عالية تجاه الكذب، والتقليل، والتهميش ، وعدم الاحترام.
أملك حوارًا يوميًا مع الله، لا تراه، ولن تفهمه، لأنك مشغول بتصنيف النساء بين “خفيفة الظل” و”مملة”، بين “تُضحكك” و”تُربكك”. حقا وبكل ثقه أنا أربكك لأنني عميقة. لأنني لا أضحك حين يوجعني، ولا أسكت حين يُستهان بي.
أنا نكدية لأنني مثقفة، واعية، أحترم جسدي، وأقدّس أنوثتي.
لا أخلع حيائي لألفت، ولا أنزل عقلي لأرضيك، ولا أخلط بين الصخب والمرح، ولا أعتبر الغزل بديلاً عن الاحتواء ، أطلب رجلاً ناضجًا، لا صبيًا يُربكُهُ اتساعُ قلبي.
اليك بعض أحرفي ـ ربما يتحرك العقل لأعلى…
أيها المسافر في نفق الجسد،
كم ضيّعتَ من نجوم كانت لك؟
ارفَع جبهتك من الأرض
فالعشق لا يسكن في الأسفل
دع خطواتك تتوضأ بالنور،
واخلع نعليك إن أردت الدخول إلى ساحة القلب ،
فهناك لا تُرفع الأصوات…
بل تُسمع الهمسات التي تهديك إلى الحقيقة..
فيا من تسخر مني وتصفني بالنكدية، دعني أهمس في أذنك:
أن أكون نكدية في نظرك، خيرٌ لي من أن أفقد احترامي في نظري.
بقلم: سمر حمود