تأملات صلح الحديبية اول صلح في الاسلام “هدنة 10 سنوات ” بقلم : احمد جمال

تأملات

صلح الحديبية اول صلح في الاسلام “هدنة 10 سنوات ”

بقلم : احمد جمال

. شهد صلح الحديبة اجواء ملائة بالتواترات والمشاحنات لنا فيها مواقف وعبر لا تعد ولا تحصى واذكر منها أهمية الشورى في المجتمع وخاصة المراة ان كانت صائبة وصاحبة راى سديد والاصطفاف خلف القادة مع توافر القدوة لندرك عظمة ديننا واستشهد ببعض المواقف . فعندما أرسل النبى سيدنا عثمان مراسلا للمشركين احتبسوه حتى اشيع انه قتل وأسفرت المفاوضات عن اتفاق سُمِّيَ في التاريخ والسيرة صلحا يقضي بأن تكون هناك هدنة بين الطرفين لمدة عشر سنوات، وأن يرجع المسلمون إلى المدينة هذا العام فلا يقضوا العمرة إلا العام القادم …..” رغم ان بعض المسلمين يرون ان شروط المعاهدة فيها إجحافا وذلا لهم ومنهم عمر رضي الله عنه الذي قال للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟، قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ بلى، فقال: فَلِمَ نعطي الدنية في ديننا إذاً ؟

. واشير هنا الى التثبت والانقياد وراء القادة جزء من استقرار الامة والحديث عن القيادة والانقياد صارواقعا ملموسا في عصرنا فكل يوم نرى مدى تفرق وتشرزم دولا تخلفت عن قادتها فذهبت بلا عودة فالصاحبة رضى الله عنهم وثقوا في نبيهم رغم اختلاف رؤيتهم فثبات في الموقف من مبدأ العزيمة والاصرار ينبع من الايمان بالمسؤولية فالرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان مدركا وموقنا أن هذا الصلح سيكون فاتحة خير وبركة على المسلمين فكان عليهم وجوب طاعة النبي صلى الله عليه وسلم والانقياد والتسليم لأمره.

.واؤاكد هنا الى اهمية القادة القدوة في هذا الموقف العملية فقد دعا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى أمر وكرره، ومع ذلك لم يستجب أحد لدعوته، فلما أقدم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على الخطوة العملية التي أشارت بها أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ تحقق المراد، فالقدوة العملية أجدى وأنفع، خاصة في مثل هذه المواقف فعندما فلا ينبغى فالقائد كالمعلم في مدرسته والاب في المنزله يقلدهما تلاميذه وابناؤه .

. وكشف هذا الصلح أهمية الشورى بين الصاحبة ومكانة المرأة في الإسلام خلاف ما يدعيه اعداء الاسلام ممن اخفقوا حق المراة اعظم رد عليهم حين اخذ النبي ـ صلى الله عليه وسلم بمشورة زوجته أم سلمة فجاء تكريما للمراة عندما تكون المشورة صائبة فالإسلام اعطها حقها ولم يتجاهل وجودها فهل هناك اعتراف واحترام لرأي المرأة أكثر من أن تشير على نبي مرسل، ويعمل النبي – صلى الله عليه وسلم – بمشورتها لحل مشكلة واجهته في حياته ودليل على استحسان مشاورة المرأة الفاضلة ما دامت ذات رأي سديد، كما أنه لا فرق في الإسلام بين أن تأتي المشورة من رجل أو امرأة، طالما أنها مشورة صائبة، فالشورى سلوك ينظم الحياة .

. ومن المشاهد الباهرة في صلح الحدبية كان عدد من خرج مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم “ألف وأربعمائة” ، ثم خرج عام فتح مكة بعد عامين في عشرة آلاف، وهذا دليل على اختلاط المسلمون بالكفار بعد عقد الصلح وخلال فترة الهدنة وهم في أمان، ودعوهم إلى الله، وأسمعوهم القرآن، ولم يُكلم أحد بالإسلام إلا دخل فيه فعرض الإسلام في جو من الهدوء والأمان، وحرية الحوار بالحجة والكلمة الطيبة

كل ذلك كان له أبلغ الأثر لأن الحق له قوة يظهر بها على الباطل ويذكرنى بحال غزة عندما كانت تعقد الهدنة مع الصهاينة فتوجد الفرصة لكشف الدمار الذى لحق بالفلسطنيين والجرائم والمجاعات والمجازر التى ترتكب للعالم وفضح وتكذيب الاعلام الصهوينى فيما ينقله فصلح الحديبة فيه من المواقف مالا تنحصر في مقال فالدبلوماسية الاسلامية تتسم بالين والصبر وقت الضعف مع وجود رؤية صادقة فهكذا تقام الدول فالصلح غنيا بالدروس والحِكَم، التي ينبغي الاستفادة منها في واقعنا ومستقبلنا كأفراد ومجتمعات ودول .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى