صمت الكواكب .. خاطرة بقلم/ الزهرة العناق

هل من أجل صمت الكواكب ذبحنا؟
أم انتزعت الرحمة و العروبة من ملامح القلوب؟
يا هل ترى تعودت الأرض على زفير الأجساد
حتى بات لحم الطفولة يداس بلا شفقة؟
وهل صار صوت الانفجار نشيدا؟
و بات ماء العيون رخيصا ؟
أما زلت يا سمع لا ترتجف
حين ينادى: “هنا قصف الحلم في مهده، فاستعدوا أو ارحلوا؟”
أنا اليتيمة، أنا المتخلى عني
أنا المغتصبة
أنا المزيد المصلوب
أنا الركام الذي لا يموت
أنا الشهادة، أنا الغروب إذا انتفض القدر و المكتوب
أنا غزة، لا أنحني لرياح الخراب
ولا تنكسر في دمي إبر الخذلان
أنا النور الذي يمشي على قدم من تراب
و يلثم في عزتي كل سيف كذوب
أعلم أطفال وجعي أبجدية الثبات
و أرسم في كفهم موعدا لا يغيب
و إن سقط الجسد تحت رماد الحياة
فإن الروح تصعد وفي يدها لهيب لا يذوب
يا من تسكنون القصور
و تظنون أنكم أنتم الصقور
هل تسمعون الصواريخ النارية
فوق رؤوسكم
و ارتطام الدماء على نوافذكم؟
هل مرت عليكم صرخة من بين الحطام
أم جفت قلوبكم و انقطعت الرحمة من وجدانكم؟
نحن لا نطلب خبزا ولا مؤتمرات
بل نطلب من الإنسان أن يتصرف كإنسان
فهل مات الضمير؟
و صار الحق أسيرا بأيدي الطغيان؟
غزة ليست خبراً عابرا في النشرات
ولا فيلما قصيرا يدرج على الشاشات
إنها المرآة، فانظروا من أنتم في عيونها
سننهض من بين الرماد
كالذي يشق الفجر من خاصرة الغيوم
فنحن أبناء السماء إذا غضبت
وأحفاد النار إذا انتفضوا
على جمر العز ولدوا
و لله قد سجدوا
لا خوف عليهم، إن هددوا
سنزرع في شقوق الجدران وردا
وفي عيون اليتامى ضياء النجوم
الموت لن يقهر من شب على الكرامة
ولا الليل يطول إذا تنفس الفجر