محادثات إسطنبول بين روسيا وأوكرانيا تشهد اتفاقًا إنسانيًا وتقديم موسكو مذكرة

في أجواء مشحونة بالتوترات الميدانية، شهدت الجولة الجديدة من المحادثات الروسية الأوكرانية التي احتضنتها إسطنبول تطورًا لافتًا، حيث سلّم الوفد الروسي مذكرة مكتوبة تتضمن رؤية موسكو لتسوية النزاع، بينما توصّل الطرفان إلى اتفاق إنساني يشمل تبادل آلاف الجثامين والأسرى.

وأكد رئيس الوفد الروسي، فلاديمير ميدينسكي، أن المذكرة تمثل مقترحًا شاملاً للتسوية، دون الكشف عن مضمونها، لكنه أوضح أن موسكو اقترحت أيضًا وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار يستمر يومين أو ثلاثة في بعض المحاور، بهدف تسهيل عمليات تسليم الجثامين.

كما جرى التوافق على تبادل رفات 12 ألف جندي، مناصفة بين الطرفين، إلى جانب تبادل عدد من الأسرى من الفئات الأضعف، مثل الجرحى وصغار السن.

ومن جانبه، أعلن وزير الدفاع الأوكراني، رستم عمروف، أن كييف ستدرس المقترحات الروسية، لكنها تعتبر أن أي تسوية فعلية تتطلب لقاءً مباشرًا على مستوى الرؤساء، كما اقترحت أوكرانيا عقد جولة جديدة من المحادثات قبل نهاية يونيو.

ورغم التفاهم الإنساني، ما تزال الفجوات السياسية قائمة؛ إذ تصر روسيا على تحييد أوكرانيا عن أي تحالف عسكري والاعتراف بسيطرتها على أراضٍ أوكرانية، بينما ترفض كييف ذلك بشكل قاطع، وتطالب بانسحاب روسي كامل وتعويضات عن الخسائر.

المحادثات جاءت في ظل تصعيد عسكري متبادل، حيث شنّت أوكرانيا هجمات واسعة بالطائرات المسيّرة على قواعد جوية روسية، وردت موسكو بأكبر هجوم بطائرات مسيّرة حتى الآن.

في الوقت ذاته، تستمر تركيا في أداء دور الوسيط، وسط آمال بأن تقود هذه الجهود إلى عقد قمة رئاسية مباشرة، قد تضم الرئيسين بوتين وزيلينسكي، وربما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بهدف الدفع نحو تسوية شاملة للأزمة المستمرة منذ أكثر من عامين.

 

بقلم: أماني يحيي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى