سلمان يبحث عن الإسلام والإيمان

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وإمتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه سبحانه وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية كيف أسلم سلمان الفارسي وكيف سار من وطنه حتي وصل إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم، وكيف اتبع الأسقف في الكنيسه بالشام ويقول سلما عن هذا الأسقف لما حضرته الوفاة، فقلت له يا فلان إني كنت معك وأحببتك حبا لم أحبه من قبلك، وقد حضرك ما ترى من أمر الله، فإلى من توصى بي وما تأمرني ؟ قال أي بني والله ما أعلم أحدا اليوم على ما كنت عليه، لقد هلك الناس وبدلوا وتركوا أكثر ما كانوا عليه إلا رجلا بالموصل وهو فلان، فهو على ما كنت عليه فالحق به، فلما مات وغيب لحقت بصاحب الموصل فقلت له يا فلان.

إن فلانا أوصاني عند موته أن الحق بك وأخبرني أنك على أمره، فقال لي أقم عندي، فأقمت عنده فوجدته خير رجل على أمر صاحبه، فلما حضرته الوفاة قلت له يا فلان إن فلانا أوصى بي إليك وأمرني باللحوق بك وقد حضرك من الله عز وجل ما ترى فإلى من توصى بي ؟ وما تأمرني ؟ قال أي بني والله ما أعلم رجلا على مثل ما كنا عليه، إلا رجلا بنصيبين وهو فلان، فالحق به، فلما مات وغيب لحقت بصاحب نصيبين فجئته فأخبرته بخبري وما أمرني به صاحبي، قال فأقم عندي، فأقمت عنده، فوجدته على أمر صاحبيه، فأقمت مع خير رجل فوالله ما لبث أن نزل به الموت، فلما حُضر قلت له يا فلان إن فلانا كان أوصى بي إلى فلان، ثم أوصى بي فلان إليك، فإلى من توصى بي، وما تأمرني، قال أي بني والله ما نعلم أحدا بقى على أمرنا آمرك أن تأتيه، إلا رجلا بعمورية، فإنه بمثل ما نحن عليه، فإن أحببت فأته، فإنه على أمرنا.

فلما مات وغيب، لحقت بصاحب عمورية، وأخبرته خبري، فقال أقم عندي، فأقمت مع رجل على هدى أصحابه وأمرهم، وإكتسبت حتى كان لي بقرات وغنيمة، ثم نزل به أمر الله، فلما حُضر قلت له يا فلان إلى من توصى بي ؟ وما تأمرني ؟ قال أي بني والله ما أعلمه أصبح على ما كنا عليه أحد من الناس آمرك أن تأتيه، ولكنه قد أظلك زمان نبي، هو مبعوث بدين إبراهيم يخرج بأرض العرب، وفي رواية يبعث من أرض الحرم، مهاجرا إلى أرض بين حرتين بينهما نخل، به علامات لا تخفى يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة وبين كتفيه خاتم النبوة، فإن إستطعت أن تلحق بتلك البلاد فافعل، ثم مات وغيب فمكثت بعمورية ما شاء الله أن أمكث، ثم مر بي نفر من تجار العرب من كلب فقلت لهم تحملوني إلى أرض العرب وأعطيكم بقراتي هذه وغنيمتي هذه، قالوا نعم، فأعطيتهم إياها وحملوني حتى إذا قدموا بي وادي القرى.

وهو وادي بين المدينة والشام كثير القرى، فظلموني وباعوني عبدا من رجل من يهود، فكنت عنده ورأيت النخل ورجوت أن تكون البلد الذي وصف لي صاحبي ولم يحق لي في نفسي، فبينما أنا عنده قدم عليه ابن عم له من المدينة من بني قريظة، فإبتاعني منه، فإحتملني إلى المدينة فوالله ما هو إلا أن رأيتها، فعرفتها بصفة صاحبي، فأقمت بها وبعث الله تعالي رسوله المصطفي صلي الله عليه وسلم، فأقام بمكة ما أقام لا أسمع له بذكر مع ما أنا فيه من شغل الرق، ثم هاجر إلى المدينة، فوالله إني لفي رأس نخلة لسيدي، وسيدي جالس إذ أقبل ابن عم له حتى وقف عليه، فقال يا فلان، قاتل الله بنى قيلة ويعني الأوس والخزرج والله إنهم الآن لمجتمعون بقباء على رجل قدم عليهم من مكة اليوم يزعمون أنه نبي، فلما سمعتها أخذتني العرواء، يعني الرعدة حتى ظننت سأسقط على سيدي، ونزلت عن النخلة فجعلت أقول لابن عمه ذلك ماذا تقول ؟ ماذا تقول ؟ قال فغضب سيدي، فلكمني لكمة شديدة ثم قال مالك ولهذا ؟ أقبل على عملك، فقلت لا شيء إنما أردت أن استثبت عما قال.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى