الحرب في الظل: الضربات الإسرائيلية والإيرانية بين التصعيد والخسائر بقلم : دلال ندا 

الحرب في الظل: الضربات الإسرائيلية والإيرانية بين التصعيد والخسائر

بقلم : دلال ندا

منذ عقود، والصراع بين إسرائيل وإيران يُدار في الخفاء تارةً وفي العلن تارةً أخرى، لكن الأشهر الأخيرة شهدت تصعيدًا غير مسبوق وصل إلى مرحلة الضربات المباشرة المتبادلة، لتتجاوز بذلك الخطوط الحمراء التي تجنّبها الطرفان طويلاً. هذه الضربات لم تمرّ دون خسائر، سواء على مستوى البنية التحتية العسكرية أو المكانة السياسية، بل فتحت بابًا جديدًا على سيناريوهات أكثر خطورة في الشرق الأوسط.

الضربات الإسرائيلية لإيران: “رسائل نارية” مؤلمة

خلال الأسابيع الأخيرة، شنت إسرائيل عدة ضربات جوية دقيقة داخل العمق الإيراني، استهدفت بالأساس:

مواقع عسكرية وحيوية تابعة للحرس الثوري.

منشآت مرتبطة بالبرنامج النووي.

مراكز للقيادة والتنسيق في طهران وأصفهان.

وقد أكدت تقارير غربية وعربية وقوع خسائر بشرية وعسكرية كبيرة، من بينها:

مقتل ضباط كبار في الحرس الثوري.

تدمير أنظمة رادار ودفاع جوي متطورة.

أضرار في مواقع يُعتقد أنها مرتبطة بتخصيب اليورانيوم.

ورغم نفي إيران لبعض هذه الخسائر، إلا أن حجم الاستنفار الأمني الداخلي وقطع الإنترنت في بعض المناطق يشير إلى عمق التأثير داخل الأراضي الإيرانية.

الرد الإيراني: أول هجوم مباشر على إسرائيل

ردّت إيران بهجوم هو الأول من نوعه، تمثل في إطلاق مئات الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية والمجنحة باتجاه الأراضي الإسرائيلية. هذا الهجوم مثّل نقطة تحول تاريخية في طبيعة الصراع، حيث:

تم تنفيذ الهجوم من الأراضي الإيرانية مباشرة، وليس عبر وكلاء مثل حزب الله أو الحوثيين.

شكّل ضغطًا سياسيًا وأمنيًا كبيرًا على الحكومة الإسرائيلية.

لكن ورغم ضخامة الهجوم، فإن غالبية الصواريخ تم اعتراضها بفضل أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية والأمريكية والأردنية، ولم تُسجل سوى:

أضرار طفيفة في منشآت عسكرية جنوب إسرائيل.

إصابات محدودة في صفوف المدنيين.

وهنا تُطرح تساؤلات حول فعالية الرد الإيراني، خاصةً أنه لم يُحقق توازنًا حقيقيًا في ميزان الردع، رغم الضجيج الإعلامي الذي رافقه.

الخسائر الاستراتيجية للطرفين

إيران خسرت عنصر المفاجأة، وتعرضت لاهتزاز في صورتها كقوة إقليمية قادرة على الردع المباشر، كما أصبحت أكثر عزلة دوليًا بعد تجاوزها الخطوط الحمراء.

إسرائيل ورغم تفوقها العسكري، فإنها باتت تحت تهديد مباشر من القوة الصاروخية الإيرانية، واضطرت لتكثيف التنسيق مع الولايات المتحدة ودول الجوار في مواجهة أي تصعيد محتمل.

هل اقتربت الحرب الكبرى؟

الصراع بين إسرائيل وإيران دخل مرحلة جديدة غير مسبوقة من التصعيد المباشر، لكنه لا يزال حتى الآن تحت سقف “الرد المحسوب”، حيث يسعى كل طرف لإيصال رسائل قوة دون الانجرار لحرب شاملة.

لكن الحقيقة الواضحة أن أي خطأ في الحسابات أو ضربة غير محسوبة قد تشعل المنطقة بأكملها، لتتحول من “حرب ظل” إلى حرب علنية مفتوحة، قد تكون الأسوأ في تاريخ الشرق الأوسط الحديث.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى