لأجلك سأكتب .. بقلم/ الزهرة العناق

لأجلك سأكتب
لأجلك سأقول كفى
طفح الكيل، ووصل السيل الزبى
حروف الأبجدية خرجت عن طوعها
وكلماتي تصرخ من جرح لا يلتئم، لا ينسى و لا يموت
نعم، غزة
الغالية التي نزفت في صمت
و خانها من ادعى النصرة
وغض البصر عن جراحها المفتوحة منذ ولادتها
غزة التي وئدت حية، ثم صارت تصلي واقفة على رمادها
سأصرخ باسمها
سأحملها على كتف الحرف
و أرشق بها صمت العواصم
و أقول: أين أنتم يا عرب؟
أين مواثيقكم؟
أين بنود الشرف؟
و أين توحيد الصفوف الذي لطالما حفظتموه في الكتب
ثم مزقتموه على الأرض؟
لم تقتلني خناجركم وحدها
بل كان صمتكم أشد من الطعن
أشد من كل سلاح
لم تحطمني عيونكم
لكن ما انكسر في داخلي
هو أنكم رأيتم، و سكتم
و لم تتحركوا ساكنا
و كأن الألم لا يعنيكم
و كأن غزة من ورق
حقي ليس مجرد مطلب
بل دم يسيل في شوارع الجرح
و صوت شهيد
لا يزال يطارد جدران العجز
و يهز أعمدة الخذلان
أين سيوف العدالة؟
هل شلتها مياه الخوف؟
أم غرقت في وعود باردة
تحت وسائد موائد السلام الكاذب؟
أين كفوف الكرامة؟
هل ما زالت تصافح الظلم و تعتذر له و تقبل جبينه؟
أم أن الكرامة أصبحت منشورا خجولا
يكتب في الوقت الضائع
و ينسى بعد ثوان من نشره؟
هل نسيتم أن الاتحاد ليس صورة جماعية
و لا بيانا فضفاض يذاع على عجل؟
هل نسيتم أن الله قال:
“صفا كأنهم بنيان مرصوص”
فلماذا تبعثرتم؟
لماذا هدمتم الجدار بأيديكم؟
غزة لا تبكي
غزة تبتسم رغم النزيف
و تزرع في الحصار زهورا من صبر
غزة تعلم أن الله معها
حين غابت عنها قوافل العرب
و غاب عنها صوت الضمير
هل تعلم من أنا؟
أنا الغزاوي الذي لم يركع
أنا ابن الأرض التي لم تنكسر
لن أهزم
ليس لأننا نملك جيوشًا
بل لأننا نملك يقينًا
أن الرب العظيم لا يخذل دمعة مظلوم
سأظل أصرخ
لا لينهض النائمون أو الغافلون
بل ليعلم التاريخ
أن غزة
كانت وما زالت
وصية جرح لا و لن يموت