د.مروة إبراهيم تكتب: الموظف و النجاح الاستراتيجي

محمد دياب
في خضمّ الحديث عن الاستراتيجيات والخطط الكبرى، تنشغل بعض القيادات بالأهداف بعيدة المدى، وتغفل عنصرًا لا يقل أهمية عن التخطيط ذاته: العنصر البشري، وتحديدًا الموظف العادي الذي قد لا يملك سلطة اتخاذ القرار، لكنه يمتلك القدرة على تحويل الرؤية إلى واقع.
في خضمّ الحديث عن الاستراتيجيات والخطط الكبرى، تنشغل بعض القيادات بالأهداف بعيدة المدى، وتغفل عنصرًا لا يقل أهمية عن التخطيط ذاته: العنصر البشري، وتحديدًا الموظف العادي الذي قد لا يملك سلطة اتخاذ القرار، لكنه يمتلك القدرة على تحويل الرؤية إلى واقع.
لقد أثبتت التجربة أن أفضل الاستراتيجيات، وأوضح الخطط، قد تفشل إن لم تجد من يترجمها بإخلاصٍ على أرض الواقع.
وهنا يبرز دور الموظف ليس كأداة تنفيذ، بل كشريك حقيقي في مسار الإنجاز.
– الموظف الذي يفهم الهدف من المهام الموكلة إليه، ليس كمن ينفذها بلا وعي.
– الموظف الذي يشعر بأنه جزء من الصورة الكاملة، سيحرص على جودة التنفيذ كما لو كان صاحب القرار.
– الموظف الذي يقدر رأيه، ويسمع صوته، ويتلقى الاعتراف بدوره… يصبح داعمًا للاستراتيجية لا عبئًا عليها.
إن مشاركة الموظف في الفهم، والحوار، وحتى في المراجعة والتطوير، لا تنتقص من سلطة القيادة، بل تعززها.
فالقائد الحكيم هو من يدرك أن الرؤية لا تنجح في القمة وحدها، بل عندما تنبض بها كل المستويات.
كم من موظف يحمل ملاحظات ثمينة لكنه لا يجد من يسمع؟وكم من فرصة للتحسين تضيع فقط لأن القيادة لا ترى أبعد من موقعها؟
لهذا، فإن أحد أسرار النجاح المؤسسي المستدام هو خلق بيئة تعترف بالموظف شريكًا، لا تابعًا.شريكٌ له دور، وله رأي، وله مكانة في قصة النجاح، وإن كانت مسؤوليته التنفيذية محدودة.
فالتقدير لا يمنح فقط عند النتائج، بل عند كل خطوة في الطريق.
والشراكة لا تبنى على المناصب، بل على الاحترام والتواصل والفهم المشترك.
إن كنا نطمح إلى بناء مؤسسات قوية، واستراتيجيات ناجحة ، فلابد أن نبدأ من الداخل، من الإنسان، من الموظف… فهو أول من يضع يده على عجلة التنفيذ، وآخر من يشعر بنتائج القرار.
فلا تجعلوا منه متفرّجًا، بل اجعلوه شريكًا بحق.