الدكـــروري يكتب: عليكم بتنقية البواطن وتزكية النفوس

 

الحمد لله الذي جعل حب الوطن أمرا فطريا والصلاة والسلام على من أرسله الله تعالى رسولا ونبيا وعلى آله وصحابته والتابعين لهم في كل زمان ومكان، أما بعد ينبغي علي كل مسلم أن يكون غيور علي دينه وعلي نبيه المصطفي صلي الله عليه وسلم وأن تتحرك فيه جينات الشهامه والمروءة والنخوه إذا إنتهك عرض نبيه أو إسلامه، وينبغي أن يسألني كل من إحترق قلبه وثارت فيه الغيرة علي الإسلام وعلي الرسول المختار ماذا أصنع وماذا عليّ ؟ وأجيبك إنهما أمران، فالأول هو إصلاح نفسك فإنه بصلاحك يفسد على هؤلاء كثيرا من خططهم التي يخططونها لإفساد شباب المسلمين فلقد قال شيطانهم الأكبر صموئيل زويمر رئيس جمعيات التبشير في مؤتمر القدس للمبشرين عام ألف وتسعمائة وخمسة وثلاثون ميلادي.

وإن مهمة التبشير التي ندبتكم الدولة المسيحية للقيام بها في البلاد المحمدية ليست هي إدخال المسلمين في المسيحية فإن هذا هداية لهم وتكريم، وإن مهمتكم أن تخرجوا المسلم من الإسلام ليصبح مخلوقا لا صلة له بالله، فأرجوا من الله تعالي أن تعي هذه الكلمات وأن تخيب آمالهم، وأرجوا أن تحافظ على الصلاة في المسجد وبالذات صلاة الفجر وأنقل كلام ذلك اليهودي وهو يقول ” لن تستطيعوا أن تغلبوننا حتى يكون عدد المصلين في صلاة الفجر كعددهم في صلاة الجمعة” فأنت واحد من هذا العدد، وأرجوا منكي أيتها المحبة أن ترتدي الخمار فإنه يقذف في قلوب الأعداء الخوف وفوق ذلك فإنه يرضي ربك وهذه هي الغاية، وأما الأمر الثاني وهو إصلاح غيرك من أصحابك وإخواتك وجيرانك وأهلك، ويقول روبرت ماكس أحد أعمدة التنصير. 

“لن يتوقف سعينا نحوا تنصير المسلمين حتى يرتفع الصليب فى مكة ويقام قداس الأحد في المدينة” فماذا تقول أنت أيها المسلم؟ وإن من علامات حب رسول الله صلي الله عليه وسلم هي مطالعة أخباره ودراسة سيرته في كل وقت، فإن من يحب أحد يريد أن يعرف عنه كل شيء فماذا تعرف أنت عن حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم، ومن أجمل الكتب في السيرة هو كتاب الرحيق المختوم ووقفات تربوية في السيرة النبوية، واعلموا إن الإمام الجنيد رحمه الله الذي توفي عام مائتان وسبع وتسعين للهجرة، وهو الذي أرسى قواعد الثابت الثالث وهو التصوف السني وبنى أركانه على الكتاب والسنة وعمل الصحابة والتابعين فمن بعدهم وهو علم وسلوك ومقام وحال وأخلاق وتربية، يشتغل بتنقية البواطن وتزكية النفوس. 

وهو من صميم رسالة النبي المصطفي صلي الله عليه وسلم ووظائفه، كما جاء في القرآن الكريم ” ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ” وقد إعتنى العلماء بهذا العلم لأهميته، وصنفوا فيه وخصوا له أبوابا وكتبا في مصنفاتهم بدءا بالإمام مالك رحمه الله في الموطأ في كتاب حسن الخلق، والإمام البخاري رحمه الله في الرقاق، وكذلك الإمام مسلم رحمه الله، وعلى منوالهم نسج من جاء بعدهم، وأيضا الثابت الرابع وهو إمارة المؤمنين الحامية للملة والدين والساهرة على باقي الثوابت حفظا ومحافظة عليها من التغيير والتبديل، وإلتزاما بها في تدبير الشأن العام والعودة إليها عند مستجدات الحياة، وبهذه الثوابت العظيمة والجليلة تشبث المغاربة عبر التاريخ، وصاغوا عليها حياتهم العقدية والفقهية والتربوية والسلوكية والإجتماعية والإقتصادية والسياسية. 

وبها يجب الإلتزام سيرا على نهجهم، وحفاظا على جهودهم وتراثهم، وصونا للمجتمع من التشويش والبلبلة والفتنة، وضمانا للإستمرار نحو الأفضل، ألا فاتقوا الله عباد الله، واعمروا أوقاتكم بذكر الله تعالي وفعل الخيرات وخصوصا في هذه الأيام المباركات التي يقول فيها النبي المصطفي صلي الله عليه وسلم، ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام، ويعني أيام العشر الأولى من ذي الحجة، فالعمل الصالح والدعاء فيها مفتوح على كل فعل حميد، وقول حسن وذكر جميل، من صيام وصلاة وصدقة وصلة وحسن معاملة وغيرها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى