الراحة النفسية .. بقلم/ الزهرة العناق

 

نحن البشر نبحث عن الراحة النفسية ليس لأننا ضعفاء، بل لأننا مرهقون من الضجيج الداخلي، نحارب ألف فكرة بصمت.

أحيانا نعيد ترتيب أرواحنا لا لشيء، لكن لنحمي الجزء المتعب بداخلنا من الانهيار. نخفي الوجع خلف ابتسامة ممزقة، و تحت قناع الصبر، وكلما انهار جزء فينا، رممناه بكومة من الأمل.

الراحة النفسية قرار داخلي و لحظة صدق نمنحها لأنفسنا دون خجل، حين نقول: “أنا أستحق أن أكون بخير.”

الراحة النفسية لا تتجلى في خلو المكان و الابتعاد عن الناس، بل في خلو القلب من الحقد، و الفكر من الصراع، و الروح من القيود.

الراحة النفسية لا تصرف بوصفة طبيب و لا تباع و لا تشترى بالصيدليات، إنها لحظة صدق مع الله و تنظيف ما علق بالقلب من هموم، و إعادة ترتيب أوراقنا. 

إنها طمأنينة تقاس بميزان سكون الضمير حين ينهي معاركه مع سوء الظن والحسد و الغل و كل ما يفسد العلاقات الإنسانية. نحن لا نرتاح حين تختفي المشاكل، بل حين نتوضأ من ضجيجها، و نسلم القلب لرب لا يخذل من وثق به.

كل كسر في النفس، له بلسم في السجود، و كل عتمة في الصدر، لها شمس تشرق بالدعاء. فكلما نظف القلب و باستمرار بصابون التقوى، كلما عطره الله بنفحات اليقين و ألبسه ثوبا من الطمأنينة لا يقاس بثمن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى