بلال سمير يكتب: وقف الحرب ليس خطوة واحدة.. بل خطوات

 

لماذا ستكون عملية خانيونس إحدى العمليات الفارقة في مسار الحرب؟

عندما قرر العدو الانسحاب نهائيًا من غزة في عام ٢٠٠٥، لم يكن القرار مستندًا لتوجه سياسي فقط، بل نتاج مجموعة من العمليات العسكرية النوعية التي أثرت بشكل بالغ في صانع القرار الإسرائيلي، إذ نشر الشاباك في عام ٢٠١٧ وثائق تشير لكون عملية نتساريم في ٢٠٠٤، كانت فارقة في موقف شارون بالتوجه نحو الانسحاب. عدا عن عمليات تفجير مدرعتي فيلادلفيا والزيتون، وقد حصلتا في نفس اليوم تقريبًا وأدت لمقتل ١٢ جنديًا خلال يوم واحد.

وبناء على ما سبق، ما المرعب في عملية خانيونس بالنسبة للجيش؟ هناك سيناريو حتمي تؤمن به مؤسسة جيش العدو، وهي للمفارقة أكثر المؤسسات التي تريد الانسحاب من غزة والوصول لتفاهم ما. إذ يدرك الجيش بأنه لن يستطيع الاستنفار كل دقيقة وكل ساعة وكل يوم إلى ما لا نهاية، وأنه لابد من نهاية للعمليات، وإلا فإن الروتين سيضعف من حافزية الوحدات العسكرية، وستزيد الثغرات الأمنية والعسكرية التي تتبيح للمقاتلين تنفيذ عمليات نوعية، مع الأخذ بعين الاعتبار عقل المقاومة وقدرته على الرصد وتطوير تكتيكات القتال.

وعملية خانيونس ستكون المثال الحي للجيش وقادته، هل يمكن التعلم من هذه العملية؟ قطعًا لا، إذ لا يمكن منع كل جندي من “الغفلة” و “التسيب” أو أخذ قسط من الراحة في منطقة يقدر أنها “معقمة” وفق تعبير محللي الجيش. 

هذا هو بالضبط ما حذر منه الكثيرين من الجنرالات، الغوص في وحل لا متناهي من الاستنزاف. لذا كل عملية من هذا النوع، تقربنا من لحظة وقف الحرب ليس خطوة واحدة، بل خطوات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى