إحدى الطيور المهاجرة المصرية وللحديث بقية
الروائية عبير السيد ومستقبل الثقافة العربية
كتب محمد سليمان
مدير مكتب وكالة اخبار آسيا بايطاليا
الكاتبة والروائية د. عبير السيد ايطالية من اصل مصرى
كاتبة واكاديمية وسيطة ثقافية ومؤسسة جمعية نوافذ للثقافة والابداع بفلورنسا .. صدر لها مجموعتان قصصيتان الاولى متتالية قصصية بعنوان الهروب من جنة آدم ” ١٩١٧” وهي سرد حقيقي و ٢٢ قصة حقيقية لمعاناة المهاجرات من النساء المغتربات وصعوبات الغربة خاصة اذا كان لديهم ايديولجيات وثقافات مختلفة تماما عن الوطن المضيف ، والثانية بعنوان” سور الياسمين” وهي ١٨ قصة قصيرة عن المهاجرين ،كما صدر لها قصتان للاطفال باللغتين الايطالية والعربية ،حيث تهتم الكاتبة بثقافة السلام وضرورة تنشاءة الاطفال منذ الصغر على السلام مع انفسهم ومع من حولهم والبيئه التي يعيشون بها .
وعندما سالتها ماهو الأدب بالنسبة لك ؟
أجابت ،
اعطني الناى وغني…فالغنا سر الوجود
وانين الناى يبقى… بعد ان يفنى الوجود
جبران خليل جبران
اجيبك بالكلمة! كما يقال
الكلمة هي كل شيء ،الكلمة مالانهاية وبلا نهاية ، بها نعبر ،بها نكتب ،بها نحكي !بها نسجل تاريخ الامس واليوم ،بها نفتح نوافذ بعيدة وقريبة ،بها نعبر حاجز الخيال ونحيا في عوالم اخرى وبها نسعد ،
الكلمة حروف طائرة تنهمر عندما تثقلنا سحب الاحزان وبعدها، تشفى ارواحنا و جراحنا .
الكلمة تبني حدود وسدود ، وتصنع اسلاك شائكة وقد تكون اسلحة تقتل وتهدم وتسلب الامل والحب من القلوب
الكلمة هي الامل واليأس ، تجلب السلام وتجلب الحروب ، فماذا لو كانت كلمة شاعرة او كلمة أدب بها نتعلم وتتهذب ارواحنا ؟؟ ماذا لو كانت الكلمة باسمة !
“تتراكم داخلى الكلمات
تغلق دروب غربتي
وتضيق ساحات عقلى
فلا املك الا حروفى ، احررها سلاسل من ذهب و ارجوان وفيروز ، مع صباح شمس دافىء أو خيوط القمر الفضية
حرة هي !!
فوق عبير الزهور ،واجنحة الفراشات ،تهدهد النباتات والطبيعة وتطوف مع الكون في صلواته وخلواته بين قبته الزرقاء وعبائاته الخضراء وجيوبه الممتلئة بعذب الانهار وملح البحار ،
انا هنا والكلمات ،”وكل الحروف في عبيري تبتسم !!
قضيت عمرا طويلا هنا ماهي الغربة بالنسبة لكِ ؟
لا اعرف كيف اصف الغربة وقد إحتار
من قبلى وسيحتار من بعدي في وصفها فلكل غربته الخاصة به ،فليست الغربة فقط غربة الاوطان بل ربما يكون الإنسان غريبا عن الارض كلها “جنة آدم ” ويتجه بكل قوته الى الهروب منها الى عوالم اخرى ،ولكن دعني اقول ان الغربة بالنسبة لى هي غطاء عاري ،يفضح هشاشة الانسان مهما كانت قوته و يجعله كالطائر المحلق في رحله بحث طويلة عن الإيمان، عن الحب والسلام ، عن الآمان عن الوطن ،وربما يظل في رحلة اكتشاف طويلة بطول عمره ليس فقط داخل نفسه، بل ايضا بعيدا فيما وراء الحياة وما وراء السموات فيهيم في عالم كريستالي بعيد داخل الحروف و الادب ويظل يبحث رغم اليقين انه ربما لا يصل .
الغربة تجعل البعض بحاجة اكثر الى الأدب مثل الحاجة الى الماء والهواء وقد ترك لنا التاريخ الكثير من والاسماء التى دفعها الحنين والوجع للبوح ووشم الحروف بالحس ، فنمت تحت اقدامهم واحات خضراء من عشب واثر وأشجار مازلنا نقطف من ثمارها وتحتمي ارواحنا بظلالهم وصار لكلماتهم اجنحة عبرت بهم السماء ليسكونوا بين النجوم حتى الآن .
وطن النجوم أنا هنا حدق ..اتذكر من انا
انا من مياهك قطرة ..فاضت جداول من سنا ..اليا ابو الماضى
فلنكتب كلمات طيبة
وللحديث بقية مع محمد سليمان