رحلتي العلمية إلى الصين

بقلم : الإعلامية / د هاله فؤاد
الصين المعروفة رسميا باسم جمهورية الصين الشعبية هي الدولة الأكثر سكانا
حيث بلغ عدد السكان مايقارب ١،٤بليون نسمة في العالم بحسب احصائيات الأمم عن
المتحدة ٢٠١٨م.
وتعد الصين رابع اكبر دولة من حيث المساحة في العالم بمساحة تقدر ب ٩،٦
مليون كيلو متر مربع ، وتتمتع بطبيعة شاسعة ومتنوعة ، من سفوح الغابات
وصحراء كوبي وتاكلاماكان في الشمال القاحل إلى الغابات شبه الإستوائية في
الجنوب المطير .
عاصمة الدولة السياسية هي بكين وهي مركز الدولة الإقتصادي والثقافي ،
والعملة الرسمية هي الايوان .
اللغة المحلية بين السكان في الصين هي لغة المندرين .
الحضارة الصينية القديمة:
تعد الصين واحدة من أقدم الحضارات في العالم ، وقد نشأت في العديد من
المراكز الاقليمية عبر قرى النهر الأصفر ونهر يانغتزيفي العصر الحجري
الحديث ، إلا أنه يقال أن البحر الأصفر هو مهد الحضارة الصينية .
وتعد الحضارة الصينية هي الحضارة المهيمنة في شرق أسيا، وكانت أيضا
الحضارة ذات التأثير الأكثر سيادة في المنطقة ، وقد وضعت الأساس الثقافي
لحضارة شرق أسيا .
ومن أهم مكونات الحضارة الصينية ، الأدب والموسيقى والفنون البصرية وفنون
الدفاع عن النفس والمإكولات وغيرها.
الأدب:
الأدب الصيني من أعرق الآداب العالميةوأجملها ، ومن أفضل الأعمال الأدبية
القديمة في الأدب الصيني مجموعة أشعار أطلق عليها أغنيات كلاسيكية ،
ويرجع تاريخ بعض هذه القصائد إلى القرن الثاني عشر قبل الميلاد.
فن الرسم :
إرتبط الفن لدى الصينيين بالخط والخزفى، إذ بدأ الصينيون إستخدام ريشة
الخط عام ١١٢٢ق.م ، واستخدموا الريشة نفسهاللرسم والكتابة في آن واحد.
واستخدم الفنانون الصينيون اللون الأسود الذي حضروه من شباح الصنوبر
والصمغى، كما إستخدموا الأصباغ النباتية والمعدنيةلتلوين لوحاتهم.
الموسيقى والمسرح :
تختلف الموسيقى الصينية عن الموسيقى الغربية إختلافا كبيرا لأنها تستخدم
سلما موسيقيا مختلفا إذ يوجد في سلم الموسيقى الصينية خمس نغمات .
وتوجد لدى الصينيين آله تشبه العود تدعى بيبا ونوعان من الناي هما أكسيد
وداي ، ويستخدم العازفون الصينيون اليوم آلات الموسيقى الغربية ويعزفون
معظم ألحان الملحنيين الأوربيين .
بدأ تقديم المسرحيات الصينية رسميا منذ بداية القرن التاسع عشر الميلادي
، وكان مسرح بكين أكثر المسارح شهرة .
وتقدم العروض المسرحية على أساس القصة والتاريخووالفولكلور الصيني .
إقتصاد الصين:
إقتصاد جمهورية الصين الشعبية هو ثاني أكبر إقتصاد عالمي بعد إقتصاد
الولايات المتحدة الأمريكية وقد سبق إقتصاد اليابان في عام ٢٠١٠م.
وتعد الصين أسرع إقتصاد كبير نامي والأسرع في الثلاثين سنة الماضية بمعدل
نمو سنوي يتخطى ال١٠%.
العلاقات الإقتصادية بين مصر والصين :
تمتلك مصر علاقات إقتصادية وسياسية قوية مع الصين ، حيث تدعم الصين مصر
بشكل كبير ، سواء من خلال التمويلات والمنح ، أو من خلال الإستثمار
الأجنبي المباشر ، ون ذلك :
إجمالي مشروعات التعاون التنموي بين مصر والصينةوصلت إلى ١،٦ مليار دولار
، وهناك مشروعات في قطاعات النقل والسكانةوالتعليم والتعليم العالي ،
بلغت قيمة الصادرات المصرية أكثر من ١،٨ مليار دولار وبنسبة زيادة ٣٧،٨%
.
التغير المناخي في الصين :
يؤثر التغير المناخي في الصين بشدة على الإقتصاد والمجتمع والبيئة .
وذلك بسبب أسلوب تنظيم الطاقة والأنشطة البشرية في الاحتباس الحراري
والتغير المناخي .
وعانت الصين من الآثار السلبية للاحتباس الحراري
ي الزراعة والغابات ومصادر المياه وأيضا صحة الانسان .
أثبتت الدراسات المحلية أن الصين تعاني بالفعل من الآثار البيئية للتغير المناخي :
زيادة درجة حرارة سطح الأرض والمحيط وإرتفاع مستوى البحر .
كان هناك زيادة في وقوع الكوارث المتعلقة بالتغير المناخي أيضا مثل
الجفاف والفيضان .
وقد يهدد التغير المناخي صحة البشر عبر تفشي الأمراض ، مثل الكوليرا
والاسهال والتيفويد وغيرها أكثر إنتشارا .
إنطلاقا من حرص الحكومة الصينية على صحة الانسان فقد بدأت ببرامج عديدة
لتقليل تلوث الهواء وتقليل نسبة ثاني أكسيد الكربون وذلك من خلال استخدام
تكتيكات متعددة تخص الطاقة النظيفة لتحقيق أهدافها ، وقد أطلقت برنامجا
للطاقة المتجددة بتكلفة ٤٧٤ مليار دولار ، خصصت منها ٣٦١مليار دولار
لصالح الوقود المتجدد بحلول عام ٢٠٢٠م .
كما أن الصين ماضية في مشروعها الخاص ببناء أكبر محطة لتحويل النفايات
إلى طاقة في العالم .
تساعد الصين أيضا البلدان النامية في تدريب الموظفين ، فمنذ عام ٢٠٠٦م
نظمت الصين مائة وأربعا وثلاثين دورة تدريبية في مجال التعامل مع تغير
المناخ .
كما قامت باعداد العديد من المؤتمرات وورش العمل التي تتناول زوايا
مختلفة عن التغير المناخي ومنها :
ذلك المؤتمر الذي شرفت بالمساهمة فيه بتقديم عرض عن الآثار الصحية
الناجمة عن الايروسول في الغلاف الجوي .
أقيم هذا المؤتمر بالاضافة إلى ورشة عمل من ١٧ إلى ١٩ يوليو عام ٢٠١٩م .
وقد شارك في المؤتمر العديد من الباحثين من مختلف دول العالم ، الصين ،
باكستان ، مصر ، امريكا ، فيتنام ، الهند ، الاردن ، وغيرها .
تناول الباحثين أثر التغير المناخي في بلادهم وجهود العلماء في محاولة
ايجاد حلول لاسباب الظاهرة والتغلب عليها .
وقد تم التركيز على أثر التغيرات المناخية على البيئة والزراعة ، ومصادر
المياهى، وأيضا على صحة الانسان.
أوضح العرض الخاص بي أن الايروسول في الغلافرالجوي يؤثر سلبا على صحة
الانسان فيؤدي إلى الاصابة بحساسية الصدر ، وألالتهاب الشعبي المزمن ،
وسرطان الرئهى، وأمراض القلب .
كما تناولت أثر زيادة حرارة الجو على الأمراض التي تصيب الإنسان ومنها
ضربات الشمس القاتلة ، إنتشار الأمراض التي تنتقل عن طريق الحشرات
كالملاريا ، وإنتشار الأمراض المعدية نتيجة لتلوث المياه مثل الكوليرا ،
التيفويد ، الدوسنتاريا الاميبية وغيرها .
كما تناول العرض أثر التغير المناخي في مصر على البيئة وصحة الانسان .
وفي أخر العرض قمت بطرح بعض الاقتراحات ، ضرورة التشجيع على عمل مشاريع
وأبحاث خاصة بأثر التغير المناخي على صحة الانسان بين مصر والصين
ضرورة تشجيع التعاون بين الوزارات المعنية والحامعات ومعاهد البحوث من
خلال عقد المؤتمرات والاتفاقيات.
قدم المؤتمر توصيات بضرورة العمل والبحث الدائم عن سبل تقليلرعوادم
الصناعة والسيارات وكل الأعمال الخاطئة الناتجة عن الانسان والتي تؤدي
إلى تلوث الهواء والتغيرات المناخية الخطيرة .
وكيفية الوصولى
لى بيئة نظيفة ، وذلك عن طريق البحث العلميروتبادل الخبرات بين الدول .
ومن ضمن برنامج المؤتمر قام القائمون على علنؤتمر بعمل رحلة علمية إلى
القمر الصناعي الصيني ، وقام الباحثون بعرض كيقية عمل القمر في قياس نسبة
الرطوبة، وإرتفاع السحب ، وكمية السحب
وأيضا تحديد الأماكن الممطرة.
تبدأجلسات المؤتمر من الساعة التاسعة صباحاىوحتى الخامسة مساء ثم يبدأ
العشاء الساعة السادسة ولذلك لم نتمكن من زيارة العديد من الآثار
والأماكن السياحية الجميلة التي تتمتع بها الصين .
ولكن إستطعنا أن نرى بعض الحدائق العامة الجميلة التي تتميز بالمساحات
الخضراء الواسعة والورود الجميلة بالوانها الزاهية المتنوعة ، إلى جانب
عروض الرقص الجميلة التي لم تخلو حديقة منها .
ومن الملاحظ أن الصينيون يتمتعون بلياقة بدنية عالية فنجد المدربين سواء
رجال أو نساء من كبار السن ، هذا شيء رائع.
وكيف لا فهو شعب نشيط ، تجد أماكن محددة للدراجات وتجد العديد من الأجهزة
الرياضية المنتشرة في الحدائق العامة في كل مكان .
ولكن من مناىتذكر أمامه الصينوولا يتمتى رؤية سور الصين العظيم ، ذلك
السور الذي يجذب شريحة كبيرة من السياحزخصوصا هواة التاريخ والطبيعة التي
أشرف أن أكون منهم .
فالحمد لله تعالى قد حالفني الحظ بزيارة هذا الصرحوالذي يعتبر من عجائب الدنياى.
الذي يبلغ طوله مايقارب ٨،٨٥كم وذلك ضمن برنامج المؤتمر.
ركبنا التليفريك الذي يتميز ببساطته مأنه مفتوح ترى من خلاله الأشجار
الضخمة الجميلة وكأنك في جنة .
هذا السور يجسد مدى ذكاء العقل البشري وقدرتة الابداعية .
وإنتهت الرحلة الجميلة بهذه الزيارة الممتعة لسور الصين العظيم .
ولا يفوتني من خلال رحلتي إلى الصين أن أبدي إعجابي بالفندق الذي أقمت
فيه فكان على الطراز المعماري القديم الذي يحمل عبق التارخى،كما لايفوتني
الامتنان للشعب الصيني ابذييتميز بالكرم وحسن المعاملة والضيافة وذلك من
خلال تعاملي معهم بدغية من المطار والعاملين بالفندق والقائمين على
المؤتمر ، ومن قابلت في المواصلات والمحلات والحدائق .
شكرا وتحياتي للصين حكومة وشعبا.