أناقة مقاتل … بقلم الكاتبة/ زليخة اليعربي

أناقة مقاتل … بقلم الكاتبة/ زليخة اليعربي 

ملتحفًا بمعطفه الأنيق، خارجًا من نفق تحت الأرض أو مكمن فوق الأرض، لا بد وأنه يغبّر أي قطعة ملابس بذلك اللون، ورغم ذلك كان مهتمًّا بما يكفي لِأنْ يعدّ رداءه كأنه في يوم عيد، مكملًا طقمه بحذائه الرياضي، وبنطاله المهندم. وطلعتُه توحي بأن دوره جاء بعد طول انتظار، معاهدًا الله بينه وبين نفسه: “والله ليعجبن الله مني ما أصنع”..

‏ثم انطلق، متجهزًا لدحر عدوه، وللقاء الله معًا، مستعدًا بإحسانٍ وحسنٍ في مقابلة الحسنيين إن نال إحداهما أو كلتيهما، محتضنًا راجمته وهي في مثل طوله، جاريًا في خفةٍ كأنه لا يحمل شيئًا، وذلك من هوان ثقَل المحبوب على المحب، ومن الحبِّ ما قتَل، تمامًا كما تقتل قذيفته كريهها.

‏يبتسم المقاتل الأنيق بعد رؤية هدفه مشتعلًا وقد وقف يضربه من مسافة قريبة لا تخطئها الرمية ولا الرامي، يرى في مرآة السماء صورته، يصفف شعره في هدوء متعجل، ينفخ سحابة دخان من فوهة مدفعه، يحمد الله، ويقبّل الراجمة، ثم يعود بكامل أناقته إلى قاعدته بسلام، تحفه عناية الرحمن الجميل الذي يحب الجمال.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى