الدكروري يكتب: تابعوا بين الحج والعمرة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لاند له ولا شبيه ولا كفء ولا مثل ولانظير وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه أرسله ربه رحة للعالمين وحجة على العباد أجمعين وصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين ما ذكره الذاكرون الأبرار وما تعاقب الليل والنهار فهو صلى الله عليه وآله وسلم أفضل من صلى وصام ووقف بالمشاعر وطاف بالبيت الحرام فصلوات الله وسلامه عليه وعلى من تبعه بإحسان إلى يوم الدين ثم اما بعد إن الحاج له بكل حصاة يرمي بها الجمار تكفير كبيرة من الموبقات.
لحديث ابن عمر رضي الله عنهما وفيه “وأما رميك الجمار فلك بكل حصاة رميتها تكفير كبيرة من الموبقات” وأن الحاج يُعطى بكل شعرة حلقها حسنة، وتمحى عنه بها خطيئة، وله بكل شعرة نور يوم القيامة، وما ينحره من الهدي مُدّخر له عند الله لحديث ابن عمر وفيه “وأما نحرك فمدخور لك عند ربك، وأما حلاقك رأسك، فلك بكل شعرة حلقتها حسنة، وتمحى عنك بها خطيئة” وفي حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه ” وأما حلقك رأسك، فإنه ليس من شعرة تقع في الأرض إلا كانت لك نورا يوم القيامة” وإذا طاف الحاج طواف الوداع خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه لحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه، وفيه” وأما طوافك بالبيت إذا ودّعت فإنك تخرج من ذنوبك كيوم ولدتك أمك” رواه الطبراني.
ومن حج البيت الحرام، أو اعتمر فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من حج هذا البيت فلم يرفث، ولم يفسق، رجع كما ولدته أمه” متفق عليه، وفي لفظ مسلم “من أتى هذا البيت فلم يرفث، ولم يفسق، رجع كما ولدته أمه” رواه مسلم، وهذا اللفظ يشمل الحج والعمرة، ومعنى الرفث هى كلمة جامعة لكل ما يريده الرجل من المرأة والرفث هو الجماع ودواعيه، ويدخل في الفسق المعاصي التي قبل الحج، فإذا كان مُصرّا عليها فهو فاسق، والحج والعمرة ينفيان الفقر والذنوب، والحج المبرور ثوابه الجنة لحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
“تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة وليس للحج المبرور ثواب إلا الجنة” رواه الترمذي، وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال “تابعوا بين الحج والعمرة، فإن المتابعة بينهما تنفي الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد” رواه ابن ماجة، وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما أمعر حاج قط” قيل لجابر ما الإمعار؟ قال “ما افتقر” ومن حج البيت كمل إسلامه لحديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه في سؤال جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام، قال يا محمد ما الإسلام؟ قال صلى الله عليه وسلم “الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وأن تقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتحج البيت، وتعتمر، وتغتسل من الجنابة، وأن تتم الوضوء، وتصوم رمضان” قال فإذا فعلت ذلك فأنا مسلم؟ قال “نعم” قال صدقت” رواه البخارى.