الدكروري يكتب: النبي صاحب الخُلق العظيم

 

الحمد لله الذي جعل للطفولة من شرعه ميثاقا، وهيأ لها قلوبا غمرها مودة ورأفة ووفاقا، أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، أبدع الكون بقدرته، وشمل العباد برحمته، وسوّى خلقهم بحكمته، وأشهد أن سيدنا وحبيب قلوبنا محمد عبده ورسوله، كان خير الناس لأهله، وأجمع العباد لشمله، اللهم بلغه صلاتنا وسلامنا عليه، وعلى آله وصحابته، واجزه عنا خير ما جازيت نبيّا عن أمته، واجعلنا اللهم من ورّاد حوضه وأهل شفاعته ثم أما بعد إن الخُلق العظيم هو الخير كله، وهو الإيمان، هو القرب من الله عز وجل، فينبغي أن نتخلق بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، وأن نتبع سُنة النبي صلى الله عليه وسلم، وكيف نتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم إن لم نعرفها؟ إذن طلب العلم طريق الفوز في الدنيا والآخرة، فإذا أردت الدنيا فعليك بالعلم.

وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم، وإذا أردتهما معا فعليك بالعلم” فكان الناس قديما على ملة أبينا آدم عليه الصلاة والسلام، فلما كثروا تفرقوا واختلفوا في الآراء، فأرسل الله سبحانه وتعالى إليهم رسله ليقوموهم بالقسط، وبدأ الله سبحانه وتعالى بنبيه نوح عليه أفضل الصلاة والسلام، وختمها بآخر الرسل والأنبياء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فكان بذلك ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم ميلاد أمة كاملة، وميلاد فجر جديد ظهر للبشرية ليخرجهم الله به من الظلمات إلى النور، ومن ظلم الأديان إلى عدالة الإسلام، ومن عبادة العباد، إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وقد ولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم من سلالة إسماعيل بن إبراهيم، فكان أكرم الناس نسبا، وأطيبهم مولدا، ولد في مكة المكرمة يوم الإثنين من شهر ربيع الأول.

وقيل أنه ولد في الثامن أو التاسع أو الثاني عشر من العام الذي أهلك الله فيه أصحاب الفيل، الذين أرادوا أن يهدموا الكعبة المشرفة، وكانت أمه صلى الله عليه وسلم هى السيدة آمنة بنت وهب، وأبيه عبدالله بن عبد المطلب، والذي مات في المدينة المنورة قبل ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم وعند ولادته قيل إن أمه رأت نورا أضاءت به قصور بلاد الشام، ثم ماتت أمه آمنة في الأبواء على طريق المدينة المنورة وكان عمره لا يتجاوز الست سنوات، فكفله جده عبد المطلب ورباه في بيته، وبعد ذلك مات جده وهو في الثامنة من عمره، ليعيش عليه أفضل الصلاة والسلام يتيم الأبوين والجد، ولكن الله سبحانه وتعالى آواه ويسر له عمه أبا طالب، فرباه مع أولاده وأحسن تربيته وكفالته، وأحبه حبا شديدا، فبارك الله سبحانه وتعالى في ماله وحاله.

بسبب تربيته لابن أخيه اليتيم صلى الله عليه وسلم، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم عانى في حياته، وعمل في الكثير من الأعمال حيث إنه اشتغل في رعاية الأغنام، ولا يوجد نبي من الأنبياء إلا وقد عمل في مهنة الرعي، وذلك ليعتادوا على الرعاية وحسن التصرف، كما اشتغل الرسول صلى الله عليه وسلم في التجارة واشتهر عند العرب بالصدق والأمانة، وحُسن المعاملة فاللهم صلي وسلم وبارك عليه .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى