ما هو رصيدك البنكي؟ .. بقلم/ الزهرة العناق
إذا كان في رصيدك البنكي أموالا طائلة لا تنتهي، و تعيش محاطا بالترف والأمان المالي،هل تظن أن هذا هو الرصيد الذي سينفعك بعد الممات؟!
في حياتنا اليومية، نهرول خلف الأرقام و نرتب أولوياتنا حول كومة من الأوراق النقدية، نرسم الخطط، ونسعى خلف كل فرصة تعود علينا بالربح. غير أن الموت يأتي ليسألنا عن رصيد آخر. إنه الرصيد الذي لا ينفد، الرصيد الذي تسجل فيه أفعالنا و مواقفنا، نوايانا و أخلاقنا. إنه رصيد الكرم الذي قدمناه للآخرين، رصيد العطف الذي زرعناه في قلوب المحرومين، رصيد الابتسامات التي زرعناها في وجه كل عابر، رصيد المحبة التي غرسناها في القلوب ورصيد حسن الظن بالآخرين و رصيد الإيمان و حب الله ورسوله الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم.
ما قيمة الرصيد المالي إذا كان رصيد الرحمة فارغا؟ في ماذا ستنفع الثروة إذا كانت في لحظة الغياب تسحب من رصيد الإنسانية؟
بعد الوداع الأخير، لن يسأل أحد عن رصيده في المصرف، بل عن رصيده في الذاكرة، رصيده في القلوب، و رصيده عند الله.
انفض عنك غبار الوهم يا أنت يا من يهرول لكسب الدنيا، ما يبقى ليس المال، بل الذكرى الطيبة و الأثر الذي لا يفنى
