“مركبات جدعون”.. خطة إسرائيلية لـ احتلال قطاع غزة بأكمله

كتبت ـ ولاء عبدالعزيز

 

صادق المجلس الوزاري الأمني-السياسي الإسرائيلي (الكابينت) بالإجماع، يوم أمس، على خطة توسيع العملية العسكرية في قطاع غزة.

وأشار مسؤول إسرائيلي إلي أن الخطة التي صادق عليها الكابينت تشمل احتلال قطاع غزة بشكل كامل.

وذكرت القناة 12 العبرية نقلاً عن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش قوله، إن الكابينت قرر عدم انسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة مقابل صفقة تبادل الأسرى.

وتابع سموتريتش، سيتم إخلاء جميع سكان القطاع إلى الجنوب من محور موراج، إلى منطقة واحدة فقط، سيتم فيها توزيع المساعدات الإنسانية تحت إشراف أمني إسرائيلي.

واستكمل، نحن ذاهبون لاحتلال قطاع غزة أخيرًا. سنتوقف عن الخوف من كلمة “احتلال”.

وأطلقت إسرائيل على العملية العسكرية الجديدة في قطاع غزة التي صادق عليها الكابينت اسم “مركبات جدعون” (بالعبرية: מרכבות גדעון). ولهذا الاسم دلالات دينية وتاريخية وعسكرية مقصودة، سنوضحها كما يلي:

المعنى الرمزي لـ”مركبات جدعون”:

أولا:- جدعون هو شخصية توراتية من سبط منسّى، عُرف بأنه قاد مجموعة صغيرة من المقاتلين وانتصر على جيش المديانيين الأكبر عدداً عبر حيلة وخطة عسكرية ذكية، بحسب النص التوراتي (سفر القضاة). في اللاهوت العسكري الصهيوني، يُمثل جدعون رمزاً للنصر من موقع ضعف أو قلة عدد، والاعتماد على “الشرعية الإلهية” في القتال.

ثانياً:- المركبات تشير إلى مركبات القتال الحربية القديمة، وهي رمز للقوة والتحرك السريع والانقضاض. وفي السياق الحديث، قد تشير إلى الدبابات أو التقدم التكنولوجي العسكري.

الخلفية التاريخية:

سبق وأن أطلقت إسرائيل على إحدى عملياتها في النكبة عام 1948 اسم “عملية جدعون”، والتي هدفت إلى السيطرة على منطقة بيسان (بيسان الفلسطينية) وطرد سكانها الفلسطينيين. إطلاق اسم “مركبات جدعون” اليوم قد يشير إلى صدى تاريخي مع عمليات الطرد والهيمنة السابقة، ما يعزز الطابع الاستعماري-الإحلالي للاسم.

الخلاصة:

“مركبات جدعون” هو اسم اختير بعناية ليعطي شرعية دينية وتاريخية للعملية، ويوحي بالقوة والعزيمة في القتال، وفي الوقت نفسه يلمّح إلى نَفَسٍ استعماري قديم متجدد، حيث يُعاد استخدام شخصيات توراتية لإضفاء قداسة على العنف العسكري الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.

وأفاد مسؤول أمني إسرائيلي كبير بأن عملية “مركبات جدعون”، تهدف إلى حسم حركة حماس في غزة وإخضاعها وتحرير جميع المختطفين.

وفقًا للخطة التي وضعها رئيس الأركان وقيادة الجيش، وتمت المصادقة عليها من قِبل وزير حرب الاحتلال “يسرائيل كاتس” ورئيس الوزراء “بنيامين نتنياهو”، سيعزز الجيش الإسرائيلي قواته وسيتحرك بقوة من أجل حسم حماس عسكريًا وتدمير قدراتها القتالية والحكمية، مع خلق ضغط شديد من أجل إطلاق سراح جميع المختطفين.

وسيُمنح غطاء حماية قوي للقوات المناورة من البر والجو والبحر، من خلال استخدام أدوات ثقيلة لتفكيك العبوات الناسفة وتدمير المباني المهددة.

العنصر المركزي في الخطة هو إخلاء واسع النطاق لجميع سكان غزة من مناطق القتال، بما في ذلك شمال غزة، إلى المناطق الجنوبية من القطاع، مع فصلهم عن عناصر حماس، من أجل تمكين الجيش من حرية عمل عملياتية.

وعلى خلاف ما سبق، سيبقى الجيش الإسرائيلي في كل منطقة يتم السيطرة عليها، وسيتم التعامل مع كل منطقة يتم “تطهيرها” وفق نموذج رفح، حيث تم تحييد جميع التهديدات وتحويلها إلى جزء من منطقة الأمان.

وبحسب الخطة، سيستمر الحصار الإنساني وفقط في وقت لاحق بعد بدء العمليات القتالية والإخلاء الواسع للسكان إلى الجنوب، ستُنفّذ خطة إنسانية كما عُرضت يوم أمس من قِبل الجيش وصادق عليها المجلس الوزاري. هذه الخطة ستُميّز بين المساعدات وحماس، من خلال تشغيل شركات مدنية وتحديد مناطق سيتم تأمينها من قِبل الجيش، بما في ذلك إقامة منطقة معزولة في رفح، جنوب محور “موراج”، حيث سيتم فحص الداخلين من قِبل الجيش لمنع وجود عناصر حماس.

ووفقاً للإعلام العبري، استعدادات القوات قبل بدء المناورة ستتيح “نافذة فرصة” حتى نهاية زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقة، لتنفيذ صفقة تبادل مختطفين وفق “مقترح ويتكوف”.

ووفقاً للخطة، “في أي تسوية مؤقتة أو دائمة، إسرائيل لن تخلي المنطقة الأمنية حول غزة، والمخصصة لحماية التجمعات السكانية. وفي حال عدم التوصل إلى صفقة مختطفين، ستبدأ عملية “مركبات جدعون” بقوة كبيرة ولن تتوقف حتى تحقيق جميع أهدافها”.

كما ستكون خطة الانتقال الطوعي لسكان غزة، وخاصة أولئك الذين سيتم تجميعهم في الجنوب خارج سيطرة حماس، جزءًا من أهداف العملية.

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي العميد إيفي ديفرين بشكل رسمي «حسبما ذكرت صحيفة إسرائيل اليوم العبرية» إن العملية العسكرية الجديدة في قطاع غزة ستشمل هجومًا واسع النطاق ونقل السكان من شمال القطاع لجنوبه. وأضاف، سنكرر نموذج رفح في مناطق أخرى من قطاع غزة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى