للرهبنة وجوه بقلم الكاتبة سحر الرشيد

اعزائي القراء للرهبنة وجوه ودوافع وللقدسية طرائق وأبواب .وقدسي هذا ليس كسائر الاقداس . انه محرم ! مغلق! إلا لمتفرد واحد في هذا العالم .. هذا ما عالجته في عملي هذا :(راهبة): راهبة مولودة مباركة أنارت ماحولها بنورانيتها ،زادت في العدد ، وما رُحِبَ بتلك الزيادة . شاء الله ان يضع فيها كنوزاً فاقت من شاركها الرحم . براءة طفلة بسعي ونضج إمرأة . تُسْرَقُ طفولتها لِتُقَيَّدَ بسلاسل البالغين ، وتُعَابَ بما لم يكن عيباً فيها ، فصومعت تلك الطفولة وفاضت براءتها كينبوعٍ يتدفق طول عمرها . يافعة عنيدة متمردة في مبدأ الحق لا جدال ، تبالغ بالحكمة ، فسرقت السنون من عمرها . فاضت بالأنوثة فوق الأنوثة . ملكةٌ بريعانٍ وشبابٍ أسروها ببهتان ماضٍ مستمرٍمتسلط فجعلوها (راهبة). ترسل الخيال والقصص ببريق رسائل من عيونها (راهبة). يفيض الوجه بحسنه وبجسدٍ بض (راهبة). أيقونة مرحٍ ولطفٍ بدلال وبراءة الطفولة (راهبة). قرقعة ضحكتها كالملائكةِ لا البشر .(راهبة). حكيمة في عقلها وما عيبها الا حظها (راهبة). لم تكن راهبة بدين إبراهيم وموسى وعيسى وخاتمهم محمد (ص) ولكنها (راهبة). إسْتعبدوا جمالها ، طفولتها ، براءتها ، وكَرَمِ رُوْحِها (راهبة). تبحث عن رجل بين الذكور ، ولم تجد سوى والدها (راهبة). فشردت من قسوة الذكور لتعيش (راهبة). تصومعت بلا وطن ، ولا معبد ولا حتى كهف يأويها فتصومعت بداخل نفسها (راهبة). سنون الشباب بقسوتها تزيدها رهبانية ، فأنفاسها ونبضها عطاءٌ لغيرها لا أُنْسٌ ، لا سعادةٌ ، لامتاع في الدنيا فتقدست روحها (قديسة). شيطانهم يظهربقناع قدسيتها فأختفت وراء كيدهم . ولكن مَنْ أنتَ ؟! ومِنْ أين ظهرت ؟! وكيف أخترقت قدسيتي؟!. لا مجال ، لا ثغرات ، لا نافذةٌ ، لا أبوابٌ تفتح ….. تخترق صومعتي ورهبانيتي ؟! وتصل لقدسيتي ؟! فلا روحٌ ذكريةٌ أنْتَ !!. أظنٌّ أنك تملك قوة قدسية !!. بربك قٌلْ لي أقديسٌ أنٌتَ ؟!!. – يا قديستي لي روحٌ صومعتها الدنيا كصومعتك ، ولم تنل القدسية إلا بعد أنْ عَرفت رُوحَكِ ، فهاجرت وراء البحور لها ، تقاربت ، تطابقت ، نبضت بنبضٍ زَاوَجَ أرواحنا بعالم قدسي مٌقَدَّرٍ من رب العزة . ولكن كيف يمكن للقديسين أنْ تزوج أرواحهم ؟!. – هو مباح لنا من رب العزة ، فأرواحنا مقدسة وحياتنا قيدوها بظاهر قولٍ وخطأونا لنبقى لهم أسرى ما بقيت أنفاسهم ، دون رحمةٍ بنا . اذن يا مَنْ أنعش روحي فَلْتَثُرْروحانا وتكسران قيودهم الظالمة وتحتكم لرب العزة الذي جمعنا من شتات ونتوج زواج أرواحنا بقدسيةٍ أبدية قاهرة ٍ كل عقبةٍ وقيد ٍ.
سحر الرشيد كاتبة ومفكرة كندية من اصول عراقية 
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى