قصة قصيرة بعنوان عجوز بقلم الأديبة هيام حسن العماطوري

قصة قصيرة بعنوان عجوز …
بقلم الأديبة هيام حسن العماطوري/سورية
الناس مشغولون بالعيد ..ولم ينتبه أحدً لها ..اتخذت زاوية في ركن الحجرة ، فقط عيناها تتابع خطواتهم ، وتسيخ السمع لضحكاتهم ، خطرت لذاكرتها صورة قديمة يزيد عمرها على الثلاثين عاماً ، يوم كانت محور السعادة في البيت ، والكل ينتظر ما تجود به تلك الأنامل من الطيبات ، رحل بصمت منْ كان يلثم خدها ، ويثني على تعبها ، سبقها إلى الرفيق الأعلى …اوصاها ان تهتم بنفسها وتعتني ثم غاب ذلك الحنان ، ولم يبقى من ذكره إلا اسم مدون على الهوية الشخصية ، هي مثله الآن مهمشة وعلى رفوف النسيان تنتظر ملاك الموت …لكن انتبهت أخيراَ إليها أصغر أحفادها..ودمعة حرى انسكبت على أخاديد الزمن …
ماما انتم نسيتوا ” تيتا ”
أعطني الطعام وحلوى العيد اقدمه لها فانت ِ لم تضعيه لها أيضاَ ..
لحظتها كان القهر قد اعتمر النفس وطالها بالضيم واوشكت على مفارقة الحياة …لكنها دعت الله العزيز القدير ان يمر العيد على ابنائها بسلام لتكبر الغصة وتصبح ملئ الحلق والعنق والقلب …
” تمت”