ما هو التدخل المبكر؟
بقلم / ماجدة فتح الله فتوح السيد

ما هو التدخل المبكر؟
تقديم الدعم والمساندة وتعزيز الثقة والكفاءة للأباء ومقدمي الرعاية لتقديم الفائدة المرجوة لتطوير قدرات الأطفال للانخراط في المجتمع بشكل فاعل
السنوات الأولى من حياة الأطفال مرحلة حرجة جدا ومهمة للغاية وهذا ما أكدته عدد كبير من الدراسات والأبحاث في المجال حيث يكون الطفل في المراحل الأولية من عمره أكثر حساسية وعرضة للاستجابة للتجارب والمثيرات المحيطة به وبالتالي فإن توفير خدمات التدخل المبكر للأطفال المتأخرين نمائياً أو ذوي الإعاقة من شأنه العمل على تطوير مهاراتهم المختلفة وتقليص الفجوة في مجال النمو بين الأقران
التدخل المبكر يشمل برامج الوقاية من التأخر في النمو ودرء مظاهر العجز والإعاقات الإضافية لدى الأطفال بالإضافة إلى المساهمة في عمليات الكشف المبكر عن هذه المؤشرات والبوادر.
إن ما يقرب من 5-10 % من مجموع الأطفال لديهم عجز في النمو، وتؤكد الاستراتيجيات الحديثة إلى ضرورة تحديد هؤلاء الأطفال من خلال برامج المسح النمائية ومراقبة تطور النمو لدى الأطفال وتشير الدراسات كذلك إلى أن هناك 5 ملايين طفل سنويا تحت عمر 5 سنوات يكونون معرضين لخطر التأخر النمائي أو الإعاقة في الولايات المتحدة الأمريكية.
لقد أشارت الدراسات والأبحاث إلى أن الأطفال الذين يستفيدون من خدمات التدخل المبكر يظهر عليهم بوادر واضحة من التطور في المجالات الأكاديمية والاجتماعية وتعود هذه البرامج على الدولة من ناحية اقتصادية ما بين 10000 إلى 30000 دولار سنويا لكل طفل، كذلك أن كل دولار يتم استثماره في الطفولة يعود على الدولة بالمستقبل بزيادة من 7 إلى 10 % “استثمار طويل الأمد”
أن برامج التدخل المبكر وكجزء من النظام الشامل لهذه البرامج هناك ضرورة لانخراط هذه البرامج في برامج التوعية المجتمعية وتنظيم الأنشطة الرامية إلى التركيز على أهمية الاكتشاف المبكر واحتمالات التأخر في النمو للرضع والأطفال الصغار
الفوائد المتوقعة من التدخل المبكر: التدخل المبكر بمرحلة الطفولة يساعد الأطفال على:
- مشاركتهم في الفعاليات التي يحبونها أو الفعاليات المتوقع أن يحبوها
- التفاعل الفعال مع أقرانهم وأفراد عائلتهم والأشخاص الآخرين.
- التدخل المبكر بمرحلة الطفولة عبارة عن برنامج متكامل بخدماته ودعمه وهو جزء لا يتجزأ من الأنشطة التي تحدث بشكل طبيعي وروتيني للطفل وأسرته
الفئات المستفيدة من خدمات التدخل المبكر:
- الأطفال من ذوي التأخر المائي
- الأطفال من ذوي الإعاقة
- الأطفال المعرضين لخطر الإعاقة أو التأخر النمائي
ما أهمية توفير التدخل بمرحلة الطفولة المبكرة؟
- التجارب الأولية للطفل مهمة جدا لتطور الدماغ.
- الجهاز العصبي المركزي هو أكثر ليونة وقابلة للتغيير خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل.
- التجارب الإيجابية الأولية تقوي وتعزز نمو الدماغ.
- التجارب المبكرة التي تتضمن الحركة ضرورية للتطور اللغوي والإدراكي.
- التدخل المبكر هو أكثر فعالية وأقل تكلفة عندما يبدأ تقديمه في وقت مبكر.
- يكون الطفل في المراحل الأولية من عمره أكثر حساسية وعرضة للاستجابة للتجارب والمثيرات المحيطة ب
مراحل التدخل المبكر:
المرحلة الأولى الوقاية والاكتشاف:
ما قبل التدخل المبكر (الوقاية والاكتشاف المبكر): ويشمل المجالات التوعوية وكيفية عمل البرامج الخاصة بالوقاية من مخاطر الإعاقة بمستويات الوقاية الأولية ويشمل كذلك البرامج والقضايا المتعلقة ببرامج الكشف المبكر واكتشاف احتماليات التأخر في النمو أو الحالات التي تكون تحت الخطر لدى الأطفال ويشمل:-
- التوعية وأهميتها في برامج التدخل المبكر (سواء كانت التوعية بالمجال الطبي أو التربوي)
- المسح النمائي وبرامج الكشف المبكر وعمليات وبرامج التشخيص الطبية والتربوية
- البرامج المتنوعة والتي تهدف إلى الوقاية من الإعاقة من جوانبها المختلفة، أو الجوانب الطبية (خلال الحمل ومراحل التخطيط للحمل والولادة والزواج) والخدمات العلاجية المختلفة.
- الوسائل والمنهجيات المتبعة في أنظمة الإحالة وكيفية نقل الخبر للأسرة والسياسيات والإجراءات المتبعة.
المرحلة الثانية: مرحلة التدخل المبكر (الخدمات والتشخيص):
ويشمل التشخيص وبرامج التقييم وتحديد الأهلية والأساليب التشخيصية الحديثة المتبعة في مجال التدخل المبكر بالإضافة إلى البرامج والأساليب المستخدمة في التدخل المبكر واهم الطرق والبرامج التربوية والتأهيلية المتبعة في مجال التدخل المبكر وأسرهم لتغطية:-
- التقييم والقياس والتشخيص في مجال التدخل المبكر وتحديد نقاط القوة والضعف لدى الطفل
- البرامج والأساليب والمناهج التربوية والعلاجية المستخدمة في التدخل المبكر
- دور الأسرة وبرامج الإرشاد الأسري وأهمية محورية الخدمات المرتكزة على الطفل والأسرة.
- الخدمات العلاجية المساندة والمساعدة المستخدمة في برامج التدخل المبكر (العلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي وعلاج النطق واللغة، العلاج بالموسيقى، العلاج السلوكي… إلخ).
- أهمية وفاعلية العناية الصحية للطفل (صحة الفم والأسنان، الصحة العامة، التغذية…)، ومدى انعكاسها على تطوره وتفاعله.
- العوامل والضغوط النفسية والاجتماعية للأسرة ومدى تأثيرها على نجاح البرامج المقدمة.
المرحلة الثالثة : ما بعد التدخل المبكر ( الدمج التربوي والاجتماعي والمتابعة )
التخطيط للبرامج الانتقالية بين الخدمات وأهمية وفاعلية الدمج وأهميته بالإضافة إلى التهيئة الخاصة بالأطفال داخل الحضانات والروضات والمدارس والوسائل التقنية المستخدمة لتغطية الجوانب التالية:-
- برامج الدمج الفاعل والشامل وأهميته في المراحل العمرية الأولى.
- الوسائل التقنية والتجهيزات الخاصة بالأطفال من ذوي الإعاقة والتي تساهم في تفعيل الاندماج بالمجتمع
- الانتقال والتجهيز للأطفال والأسر بين الخدمات أو الانتقال النهائي من برامج التدخل المبكر
- تسليط الضوء على دور الأسرة والمجتمع في إنجاح برامج الدمج (التربوي والاجتماعي)
العناصر الأساسية لبرامج التدخل المبكر
- الأسرة هي الأساس، والمكون الرئيسي للغة والثقافة
- دعم التطور ونقاط القوة، وتعزيز مشاركة الأطفال في بيئته الطبيعية.
- فريق كامل ومنسق ومتعاون
- الفردية، ومرونة، والاستجابة للاحتياجات المتغيرة للأطفال الصغار وأسرهم
- الاستناد على مستوى عال من الجودة والأدلة المتاحة
نماذج التدخل المبكر:
هناك نماذج مختلفة أكثر ملاءمة وفائدة للعمل مع بعض الأطفال ذوي الإعاقة وبوجه عام يمكن الحديث عن النماذج الرئيسية في التدخل المبكر:-
1- التدخل المبكر من خلال المركز:
ويمكن تقديم هذه الخدمة لكافة الفئات العمرية لما قبل المدرسة أي من الولادة إلى ست سنوات ويتم التحاق الأطفال بالمركز لمدة زمنية يومية محددة يتم تحديدها من قبل فريق العمل وبواقع أيام محددة أيضا ويتم تقديم خدمات تدريبية مختلفة في مختلف مجالات النمو
2- التدخل المبكر في المنزل والمركز معا:
ويمكن تقديم هذه الخدمة لمن هم أصغر سناً أو يمكن تحديد أيام يتم فيها حضور الحالة إلى المركز لتقديم الخدمات اللازمة وأيام أخرى تتم فيها زيارة الاختصاصيين لمنازل الحالات حسب طبيعة الحالة وحاجات الأسرة ويمكن لهذا البرنامج تلبية حاجات الأطفال وأسرهم بمرونة أكبر.
3- التدخل المبكر في المنزل:-
- تقدم خدمات التدخل المبكر للأطفال من ذوي الإعاقة في منازلهم حيث يقوم الاختصاصيون بتقييم الأطفال وتحديد حاجاتهم ومساعدة الأمهات في تنفيذ الأنشطة اللازمة لتلبية تلك الحاجات والمتابعة الدورية لمستوى تطور مهارات كل من الأطفال وأمهاتهم.
- يتمثل أهم جانبا من جوانب عمل الاختصاصيون العاملين في مجال التدخل المبكر في المنزل تدريب أولياء الأمور ويقوم أحيانا مساعدو الاختصاصيين بهذا الدور التدريبي ولكن بإشراف مباشر من الاختصاصيين.
- أولياء الأمور هم الذين يتحملون المسؤولية الأساسية عن تدريب الطفل في برنامج التدخل المبكر في المنزل ولذلك من أفضل الأساليب لتدريبهم من قبل الاختصاصيين وصف الأنشطة والتدريبات التي عليهم تنفيذها وتوضيح كيفية تنفيذها لهم وتزويدهم بالتغذية الراجعة حول أدائهم
- مراعاة طبيعة الأنشطة التي يتم تنفيذها من قبل الاختصاصيين بحيث لا تكون هذه الأنشطة بمثابة عبء لا يستطيع أولياء الأمور تحملها أو القيام بها ومن افضل الأنشطة هي التي تكون جزءا من عملية الروتين اليومي للأسرة والطفل مع استثمار قدرات الاخوة وغيرهم من خلال الحياة اليومية.
- يدعم ويساعد برامج التدخل المبكر في المنزل بتوفير خدمات للأطفال في بيئاتهم الطبيعية مع تقليل التكلفة الاقتصادية وتفعيل مشاركة الاسرة في البرنامج التدريبي.
4- التدخل المبكر من خلال الاستشارات
- في هذا النوع من التدخل المبكر يقوم أولياء الأمور بزيارة دورية إلى المركز حيث يتم تقييم ومتابعة أداء الأطفال وتدريب أولياء أمورهم ومناقشة القضايا المهمة معهم.
- يمكن الالتقاء بأولياء المور فرديا أو في مجموعات وغالبا ما يقدم فريق متعدد التخصصات خدمات للأطفال ذوي الإعاقات المختلفة وفقا لهذا النموذج.
5- التدخل المبكر في المستشفيات:
- ويمكن تقديم هذه الخدمة للحالات الشديدة الإعاقة أو التي يتطلب بقاءها في المستشفى لفترات طويلة أو تقديم الدعم اللازم لعائلات هؤلاء الأطفال بعد تحديد احتياجاتهم أو التعاون مع المستشفيات للتبليغ بحالات الإعاقة لديهم من مواليد جدد لتقديم الخدمات والمساندة المعنوية لأسرهم، أو لتقديم برامج تثقيفية للحالات الوراثية من الإعاقة.
|