قال دوستويفسكي: “ما أسعد الذين لا يملكون شيئًا يستحق أن يوصدوا عليه الأبواب بالأقفال.”
حقًا؛ فكلما مَلكنا، مُلكنا! كلما كثرت الأشياء التي نحبها، نخشى عليها، نحزن مِن فكرة فقدها.. كان حجم شقاءنا.
لو شعر الوحيد بما يشعر به مَن يأنس بأشخاص ما مِن خوف وقلق من فراقهم، وألم ووجع على أحزانهم، لحلق فرحًا، ولتمنى دوام وحدته.
فكلما كبرت دائرة معارفنا، كبرت معها أوجاعنا. إمّا بخذلان قريب، أو فقدان عزيز. المعرفة شقاء.
ومع ذلك إذا خُير أحدهم بين الوحدة والاجتماعية، وهو على علم بما تفعله هذه وهذه، لفضّل الاجتماعية. فالوحدة وإن كانت راحة بال، إلّا أنها متعبة للروح. والاجتماعية وإن كانت مضجرة ومزعجة، إلّا أنها راحة للروح.
الروح التي خلقها الله محبة للصحبة بطبيعتها. ومحبة للتعايش.
في الأخير:
لن تستطيع مهما حرصت أن تتجنب آلام القرب أو البعد أو الشوق لأحدهم، لكنك تستطع إذا أردت، أن تقلل من حدة ووطأة تلك الآلام، حينما تدرك وتؤمن أنها في الأخير دنيا، دار شقاء، ومحطة اختبار. وأن ما يستحق العناء من أجله والقلق على مصيرنا فيه.. هي الآخرة.