التصالح مع النفس من أول علامات الاستشفاء من وجع الحياة والأشخاص والظروف

التصالح مع النفس من أول علامات الاستشفاء من وجع الحياة والأشخاص والظروف

بقلم / د . أماني نور 

التكوين النفسي هو رؤية الإنسان لذاته وماتعكسه هذه الرؤية من سلوكياته في البيئة المحيطة به ، ومن الطبيعي أن كل إنسان يعرف حقيقة نفسه جيداً ..فالإنسان السوي يستطيع أن يرى نقاط قوته فيثبتها , ويرى نقاط ضعفه فيقومها ..

أما الإنسان الغير سوي يصور ذاته على غير حقيقتها أو على غير واقعها , فيدافع ويقاتل طبقا لتخيلاته الخاطئة حتى إنه يحافظ على تكوينه المعوج مهما كلفه الأمر من خيبات وخسارات نتيجة الكذب على نفسه.. 

لقد أنعم الخالق سبحانه وتعالى على البشر بالكثير من النعم التي تجعلهم في مصاف السعداء مهما كابدوا من مصاعب..

فنعم الله لا تعد ولا تحصى ، ومن هذه النعم ، طيبة القلب وصفاء النفس والسماحة والعطاء بلا إنتظار أي مقابل ..إنها نفوس لا تتلون مواقفهم ومبادئهم بالمصالح ..مثل هؤلاء يتصفون بالأصالة والثبات بما تحمله نفوسهم من جمال لا يضهيه جمال الدنيا بأسرها.. 

إن الجمال النفسي من أرقى المراتب الإنسانية ، التي تعطي الإنسان القيمة والقدر مهما عانى من تقلبات كل من حوله .. إنه النور الذي يسمو بالنفوس التي تشعرنا بأن أصحابها جزء منا ، بصدق موافقهم وحسن عشرتهم وجمال إحساسهم بنا وبأحوالنا حتى إننا نعجز عن وصفهم بالكلمات.. 

الجمال النفسي وليس غيره هو السعادة الحقة والسكينة وراحة البال المفعمة باليقين في الله ، لنفوس مستبشرة بفضل الله ونعمه والرضا بقضاءه ، نفوس لا تحمل الغل والحقد والبغضاء مهما عانت من الجفاء ، نفوس مشحونة بحب الخير والجمال والرضا والعطاء بعد أن آثروا القيم الروحية على الماديات والشكليات ..إنه جمال طبيعي يطغى على الوجوه بدون مكياج.. 

ما أروعه من شعور أن تكون النفس جميلة ترتقي بصاحبها وسط هذا الكم الهائل من مرضى النفوس ، الكاذبين المخادعين ، الذين ينتظرون ليؤدوا أدوراهم التافهة جدأ في سيرك الحياة..

بمعني آخر أنك تعيش فى سلام ومن جواك تكون هادي جدا بالدرجة اللى تخليك لا منتظر حد ولا شايل هم اللى جي ..والمرحلة دي بنوصل لها بعد صراعات كتير مع نفسنا سنين طويلة وشهور وأيام ..

لكن فى الآخر بنتعلم الدرس ..وأن الحقيقي واللى كان صادق فى حياتك مكمل معاك وباقي جنبك ..واللى كان جرافيك هتلاقيه إنتهي وخلاص ملهوش مكان معاك ..بهدوء شديد ..!!

 إستخدامك لذكائك فى فن التعامل مع الناس مش هو مقياس دوام العلاقات للأبد ،،ولا بيتوقف على كمية عطائك المفرط ليهم اللى عمال على بطال ..ولا كمان إهتمامك اللى مالهوش حدود ..

كل الأمر إن المشاعر الصادقة بتدوم وإن إختلفت ظروفك وعاكستك الحياة ،،الناس الحقيقين فى حياتك بس هيفضلوا فاكرينك من غير محاولات منك للتمسك بيهم ..

واللى كانوا مزيفين فوجودهم مؤقت وبعدهم الحالي دا النتيجة الطبيعية ..التصالح مع النفس مش محتاج لقوة قد ما هو محتاج إستسلام لإرادة ربنا عز وجل فى كل أمورنا ..

محتاجك ترضي ، وتخلص ، وتقدم الخير ، وتساعد ، وتحكم عقلك ، وتحب وتستفتي قلبك .. وفى الآخر تكون متوقع لكل شيء ومن أى حد ..

محتاجك كل متكامل متكون من قلب وعقل وروح ..التصالح مع النفس الخطوة الأهم فى الوصول لطريق نجاة من كل وجع الماضي والحاضر ..

وكمان هو الطبطبة الوحيدة على نفسك من الألم المادي والمعنوي لما تضيق بيك السبل وتجتمع عليك الهموم ..

ربنا يعين كل واحد على حكايته اللى فيها الظاهر للكل والخفي اللى ميعرفوش غير ربنا ..وعلى الله حكايتنا ..

الطريقةُ التي تتعاملُ بها مع نفسك اليوم سوفَ تعكسُ طريقةَ تذكركَ لماضيك في الحاضر، أنت من تحددُ قولَ أو عدم قولِ: “ليتَ الشبابُ يعودُ يوما

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى