تصحيح مسار

بقلم أحمد شادي ..
المشاعر و العقل علاقة من أكثر العلاقات تعقيدا و أكثرهم عمقا علاقة عمرها من عمر الانسان كأنه ولد ليحكم بينهما يظل الانسان عمره كله يقف ناظرا بعقله الي أي مدي ستصل به مشاعره. عند هبوب رياح المشاعر عندما تجرفنا و تحملنا علي أمواجها العالية عندما نرفع شراع قلوبنا لنبحر معها بلا تردد عندما نسارع بالتجديف لنصل الي شواطئها عندما يضرب هرمون السعادة خلايا عقولنا فتلمع العيون و تطير الاجساد و ترتفع عن الارض و تدفق النشوة في العروق و الاوصال كما يتدفق النهر في مجراه فجأة تظهر سفينة الواقع العملاقة الراسية علي الأمواج كرسيان النخل في الأرض تشق بحر أحلامنا تبعثر شواطئنا فتتجمد مشاعرنا و يحكمنا الألم و يسيطر علينا الخوف و نمارس الهروب من المشاعر فتصبح رياضتنا القاسية المفضلة فنحب ولا نحب نشتاق ولا نشتاق فنظل أمدا بعيدا واقفين بين سعادتنا و شقائنا واقفين في هذه الحيرة متسائلين أنبحر و نركب الأمواج ونستنشق عبير نشوتنا ولا نبالي بسفينة الواقع العملاقة و نتركها تحاول شق امواجنا و نتفاداها تارة و نسقط تارة فنضحك و نبكي فنستشعر ؟؟؟ أم نستسلم لغرور ضخامة الواقع و نركب سفينته و نختبئ تارة في غرفة بها و نخرج الي سطحها تارة لنسأل قبطانها الي أين و متي و عن شعور قيادتنا ؟؟؟ تصحيح مسار مشاعرنا يفرق كتيرا عن الغاء أو تجميد مشاعرنا تصحيح المسار يأتي بانسيابية بين العقل و المشاعر فننساب مع لحظات الضحك و لحظات البكاء نطلق العنان فنحتضن الخوف حتي نطمئن و نسامح حتي نظل نحب و يأتينا الكره لحظات فننسي تلك اللحظات لنستعيد الحب نضحك كالاطفال لتصبح قلوبنا نقية فتبصر كالعارفين و تحكم كالنبيين و تسافر في أعماق الخلق كالرسل.