تنوع العلوم والمعارف الشرعية .. بقلم الكاتب / محمـــد الدكـــرورى

إن الحمد لله، نحمده ونستغفره ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، بعثه الله رحمة للعالمين هاديا ومبشرا ونذيرا، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة فجزاه الله خير ما جزى نبيا من أنبيائه، فصلوات ربي وتسليماته عليه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، وعلى صحابته وآل بيته، وعلى من أحبهم إلى يوم الدين أما بعد، إن تنوع العلوم والمعارف الشرعية وإتساعها، يدل على شمولية الإسلام، ومن هذه العلوم علم الفقه، وعلم التفسير، وعلم الحديث، ويُعد علم الحديث هو أحد أبرز العلوم الشرعية التي أسس لها العلماء قديما وحديثا، فهو من العلوم ذات الأهمية البالغة في معرفة بعض تفاصيل الشريعة الإسلامية.
كتفاصيل بعض مسائل العقيدة الإسلامية، وتفاصيل بعض العبادات، وهو أيضا طريق للوصول إلى بعض الأحكام الشرعية، والحديث في اللغة هو كلمة مفردة، جمعها أحاديث، وتجمع كذلك على حداث، وهي كل ما يتحدث الناس به من الكلام، أو الأخبار، أو نحو ذلك، أما علم الحديث في اللغة فهو أحد العلوم التي تعرف من خلاله أقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحواله، وأفعاله، ويطلق على أهل الحديث ورجاله المحدثون، وإن الحديث في الاصطلاح هو ما أضيف إلى النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من قول، أو فعل، أو تقرير، أو وصف خَلقي أو خُلقي، والمراد بتقرير النبي صلى الله عليه وسلم أن يتكلم أحد الصحابة رضي الله عنهم أمام الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بقول ما، أو أن يفعل أمرا ما، فلا ينكر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك القول أو الفعل، أو أن يكون قد وصل خبر ذلك القول أو الفعل.
إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فسكت عنه، مما يعطي ذلك الفعل أو القول صبغة شرعية تشريعية، أما صفات النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الخَلقية فهي ما يتعلق بشكل الرسول صلى الله عليه وسلم، وهيئته، بينما تعني صفاته الخُلقية ما كان يتصف به المصطفى صلى الله عليه وسلم، من أخلاق، مثل الجود، والكرم، والتواضع، والإحسان للفقراء واليتامى والمساكينِ، إلى غير ذلك من الأخلاق والشمائل التي كان يتصف بها النبي صلى الله عليه وسلم وإن أهمية دراسة الحديث كأحد العلوم الشرعية حيث تظهر أهمية علم الحديث في كونه يحفظ الدين الإسلامى من التزييف، أو التحريف، أو التبديل، لذلك فقد هيأ الله سبحانه وتعالى من يعتني بنصوص الحديث، وطرق روايته، والاستدلال به، لبيان الصحيح من الحديث النبوي، من الضعيف أو الموضوع.
وحتى لا يختلط كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، بكلام غيره من الناس، وإن علم الحديث يوصل إلى معرفة الصحيح من العبادات، التى جاء بها نص عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وكذلك فإن علم الحديث يوصل إلى حسن الاقتداء بالنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم حيث لا يكون الاقتداء إلا بما صح عنه صلى الله عليه وسلم من الأفعال، والأقوال، والصفات، والأخلاق، والمعاملات، وأيضا فإن علم الحديث يوصل إلى الابتعاد عن التحدث بالكذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك فإن علم الحديث يوصل إلى حفظ العقول والكتب العلمية من الخرافات والإسرائيليات، التي تفسد العبادات والعقائد، وقد قسَم علماء الحديث علم الحديث إلى قسمين رئيسين، هما علم الحديث من حيث الرواية، وعلم الحديث من حيث الدراية.