دار أيتام الباجور بين الرعاية والتهميش .. بقلم الكاتبة: هيام بيومي

 

الطفل اليتيم هو صغير فقد حائط الحماية أمام أنياب العالم الشرس، وحيداً يواجه عالم ليس برحيم، واليتم أنواع فهناك من فتح عينيه على كون واسع لا أثر فيه لأم أو أب ..يستمر طوال حياته يبحث بعينيه عمن يشبهه..عمن يجد فيه رائحته أو حتى بعضا من ملامحه..

وأخر تخلى عنه أبواه أو أحدهما ..

إما لمشاكل مادية صرفه أو مشاكل عائلية وانفصال الوالدان عن بعضهما البعض ،

والحقيفة إن قصص اليتم لا نهاية له مثلها مثل وجع الوحدة حيث

 تسحق الأنامل الصغيرة تحت مطرقة الواقع وسندان الشدائد الكبيرة،

 ومن الدور التى تهتم بتلك الفئة الضعيفة دار أيتام “ملك الملوك بالباجور”وللحق منذ أول وهلة وجدت الدار نظيفة ومعتنى بها ، ورغم رفض مديرة الدار أى حوار صحفي معنا دون إبداء أسباب ورغم أكثر من مقال منشور فى أكثر من موقع يظهر تقصير بشكل ما فى ملبس ومطعم الفتيات لكننى استطعت قطف كلمات عابرة مع إحدى الأمهات البديلة بالدار “الأستاذة سامية” وجدت تفاصيل كثيرة لم نكن نعلمها عن الأطفال،

وجدت عالماً أخر أصبحنا من الأنانية ألا نراه ..سمعت حكاياتها عن صغيرات حنونات تواقات لمن يعطيهن ولو لمحة من حنان وأخريات فى الدراسة متفوقات ،

والعجيب أن تلك الأم العظيمة كانت تلمع عيناها وهى تتحدث عن فتيات وصلن للجامعة وأخريات تزوجن على سنة الله ورسوله تحت إشراف الدار وبفضل يد المحسنين من أبناء المركز..

 كانت فى منتهى الحنان وهى تحكي عن صغيرة لم تتجاوز الثالثة من العمر لا تنام إلا فى حضنها..والحقيقة لقد سمعت الكثير وبكيت أيضاً كثيرا لأننا بجوارهم لكننا نادرا ما نراهم . فتيات فى عمر الزهور ينتظرن منا زيارة أو حتى ابتسامة عابرة تخفف عنهن مرارة اليتم ووجع الوحدة لكننا قد لا نفعل لأننا مشغولون بأنفسنا وكأننا لا نعيش إلا لها.  

لا تنسوهن من الزيارة ..خذوا أولادكم واجعلوهم يروا فئة نحن نحتاجها لا من هى تحتاجنا ..

نحتاجها لتعلمنا أننا فى نعم كثيرة وفضل كدنا ننساه لولا هذه الوجوه المحبة..تفقدوهم وامسحوا على رءوسهم لأننا نحتاج أن نعود لأنفسنا ونرى حقارة مشاكلنا ونتعلم في نفس الوقت معنى الإنسانية فهى بلاشك عند أبواب دور الأيتام..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى