الزهرة العناق تكتب/ نجوم السماء

الكلمات أشبه بنجوم السماء، بعضها يلمع في ليالي البرد الداكنة، فتدفئ الأرواح وتفتح أبواب الأمل، بينما هناك كلمات كالسحب القاتمة، تتراكم فوق النفوس المثقلة، تبعد النور وتسدل الستار على مسرح الحياة.
في عالم الحروف، ترسم اللوحات و تكتب السطور، تصنع خيوطا خفية تربط بين الأرواح المتباعدة. قد تأتي كلمة مفعمة بالصدق لتعالج جرحا عميقا تركته السنين، أو تحطم جدارا من الأوهام الذي بنته خيالاتنا.
ففي المحيط اللانهائي للغة، تتلألأ الكلمات كالجواهر الثمينة، كل واحدة منها تحوي بداخلها طاقة لا تقاس. يمكن للكلمة أن تكون سفينة شراعية، تحملنا نحو آفاق جديدة، أو تعيدنا إلى مرافئ الذكريات القديمة.لذا علينا أن نتأنى في اختيار ألفاظنا، فكل حرف نلفظه يترك أثرا في الروح لا يمحى.
اجعل حروفك كالنسيم العليل، تحمل في طياتها نقاء الطبيعة و جمالها، كل كلمة تخرج من قلبك، كقطرة ندى تنعش قلبا يعاني العطش. لا تترك كلماتك تائهة في العدم، بل اجعلها مثل الشموع، تضيء درب من يحتاج إلى بصيص من النور.