الزهرة العناق تكتب: الغضب وكيفية إدارته

الغضب و ما أدراك ما الغضب 

 

عن أبي هُريرة رضي الله ، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال : ( ليس الشَّديد بالصُّرعة ، إنما الشَّديد الذي يَملك نفسه عند الغضب) رواه البخاري ومسلم

الغضب هوية معقدة ، جمرة تتولد بسببها الحقد و الكراهية لهذا علينا أن نفهم أن الغضب ليس بالضرورة شعورا سلبيا، بل هو ردة فعل طبيعية لمواجهة ما نراه ظلما أو تهديدا. 

لإدارة الغضب بشكل فعال يتطلب منا وعيا ذاتيا ، صبرا ومعرفة جيدة بأسباب هذا الشعور .

أولى الخطوات لإدارة الغضب هي معرفة المحفزات التي تؤدي إليه. هل هو سلوك معين من الآخرين؟ أو ربما موقف معين يتكرر ويثير فيك شعور الاستياء؟ معرفة السبب يمكن أن يساعدك في اتخاذ خطوات للحد من تأثيره.

بدلا من التركيز على المشكلة نفسها، حاول أن توجه طاقتك نحو إيجاد حلول. الغضب يمكن أن يكون دافعا قويا للتغيير إذا ما تم توجيهه بشكل صحيح

الغضب يمكن أن يكون نتيجة تراكمات نفسية سابقة، أو ربما بسبب عدم القدرة على التعبير عن النفس بوضوح أو الشعور بالعجز ، وهو بمثابة رد فعل دفاعي يعبر به الإنسان عن عدم الرضا أو شعوره بالتهميش

ليس من الضروري أن تكبت غضبك، ولكن حاول أن تعبر عنه بطريقة لا تؤذي نفسك أو الآخرين. يمكنك استخدام الكلمات المناسبة للتعبير عن مشاعرك دون أدى لنفسك أو للآخر و التأكد من أن الرسالة تصل دون اللجوء إلى العنف اللفظي أو الجسدي.

و إذا وجدت صعوبة في التحكم في غضبك، لا تتردد في طلب المساعدة من محترفين. قد تكون الاستشارة النفسية أو العلاج السلوكي وسائل فعالة لفهم جذور الغضب وتعلم كيفية إدارته بشكل أفضل.

مزاولة الرياضة يمكن أن تكون وسيلة فعالة لتفريغ الطاقة السلبية المرتبطة بالغضب.الرياضة تساعد في تقليل التوتر وزيادة الإحساس بالراحة والاسترخاء.

عندما تشعر بأن الغضب يبدأ في السيطرة عليك، جرب أن تأخذ نفسا عميقا. التنفس ببطء يمكن أن يساعد في تهدئة الأعصاب و يمنحك لحظة للتفكير قبل أن تتخذ أي ردة فعل.

ولكن ما يحول الغضب إلى قوة مدمرة هو عدم القدرة على التحكم به، حيث يتحول من طاقة دافعة للتغيير إلى طاقة مدمرة تفسد العلاقات و تؤذي النفس قبل أن تؤذي الآخرين.

الغضب شعور طبيعي ولكنه يحتاج إلى إدارة حكيمة حتى لا يتحول إلى قوة مدمرة. عبر الوعي بمسبباته والتحكم في ردود الأفعال، يمكننا تحويل الغضب من شعور سلبي إلى دافع إيجابي يساهم في بناء شخصية أكثر نضجا و تحكما في مشاعرها. تذكر دائما أن القوة الحقيقية لا تكمن في الغضب نفسه، بل في القدرة على التحكم به و توجيهه نحو ما هو أفضل

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى