الزهرة العناق/ الإسلام دين الرحمة

 

الإسلام رسالة رحمة وإنسانية تتجاوز الزمان والمكان

الإسلام، هذا الدين الذي بدأ نوره يتسلل إلى البشرية عبر قلب الصحراء، هو أكثر من مجرد معتقدات أو شعائر. إنه منهج حياة ينبض بروح الرحمة، الإحسان، والعدالة، التي أسست على مبادئ توحيد الله تعالى، والإيمان برسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والإيمان بكتاب الله المنزل – القرآن الكريم – الذي جاء هدى للبشرية و موجها لها نحو الخير في الدنيا والآخرة .

منذ أن بعث النبي محمد عليه الصلاة والسلام برسالة الإسلام، واجهت هذه الدعوة تحديات جسيمة، إلا أن جوهر الإسلام المتمثل في الرحمة، العدل، والمساواة ظل ساطعا، لا يعكر صفوه شيء.

الإسلام لم يأت ليحكم بالقوة أو الاستبداد، بل جاء ليحكم العقل والقلب معا، مقدما رسالة تتسامى فوق الاختلافات العرقية، الثقافية، والاجتماعية، قائما على تعاليم الإسلام السامية.

ولعل ما يجعل الإسلام متفردا هو قدرته على الاستجابة لمتطلبات العصر، دون التخلي عن مبادئه و ثوابته. ففي الوقت الذي تفتقر فيه المجتمعات الحديثة إلى القيم الروحية، يبقى الإسلام هو القاعدة التي يجد فيها الإنسان ملاذا من ضغوطات الحياة و صراعاتها، بما يحمل من دعوة إلى الرحمة والاعتدال، لا إفراط ولا تفريط.و لا يمكن أن يفقد قيمته مادام هو دين يسر وليس دين عسر .

في زمن كثرت فيه محاولات التشكيك في حقائق الإسلام و تشويهه، نجد أن روح هذا الدين لا تزال تحيي ملايين الأرواح في مشارق الأرض ومغاربها. الإسلام دين يشكل حضارة متكاملة، تسعى إلى رفع شأن الإنسان، ليس فقط كخليفة على وجه الأرض، بل كمؤمن قريب من الله، يسير على نهج الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم و حامل لكتاب الله ، يحترم الآخرين، ويسعى لنشر الخير و القيم الإسلامية.

العدل في الإسلام لا يعرف عنصرية و لا تمييز، والمساواة لا تستثني أحدا، والتسامح هو أساس العلاقات الإنسانية عبر العالم.”و عسى أن تحبوا شيئا و هو شر لكم ، و عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم “

قد يحاول البعض طمس حقيقة الإسلام، لكن نوره لا و لن ينطفئ، لأن فيه خير للبشرية، وحقيقته تظل صامدة، لأنها ليست مجرد عقيدة عابرة أو فكرة مؤقتة، بل هي فطرة الله التي فطر الناس عليها، وحقيقة راسخة كرسوخ الجبال، تدعو الإنسان إلى التسامح، العدالة، والعيش المشترك.

سيبقى الإسلام دين الرحمة والإحسان، وسيظل منتصرا بحقيقته السامية، حاملا شعلة النور والهداية للبشرية جمعاء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى