الزهرة العناق / حب الدنيا و طول الأمل

 

بين حب الدنيا وطول الأمل هناك الكثير ما يكتب و يقال .تفتننا الدنيا ببريقها الخداع، و بملذاتها الزائفة، فنركض خلفها كمن يسابق السراب، نحمل في قلوبنا أملا ممتدا لا يعرف نهاية، كأن الزمن وهب لنا دون حساب. نتعلق بوعود الغد، نوهم النفس بأيام أجمل لم تأت بعد، وننسى أن العمر يمضي بخطى هادئة، لا تلتفت ولا تنتظر.

في حب الدنيا شيء ساحر، فهي تبعث في الروح حماسة التمسك والتحدي، لكنها في ذات الوقت تضني القلب بثقل الآمال المؤجلة. كيف نستطيع التوازن بين طموح لا ينطفئ وأمل يمتد بلا ضفاف؟

وكيف نقنع أنفسنا بأن لحظات اليوم قد تكون أغلى من وعود الغد المجهول؟

إن طول الأمل يسكر النفس، يعلمها التأجيل، فيصبح كل شيء “لاحقا”: السعادة لاحقا، العمل “لاحقا”، الزواج ” لاحقا” الراحة “لاحقا”، حتى اللقاءات و الاعتذارات و الصلاة دخلت في جدولة ” لاحقا”.

وبينما نؤجل، تأخذنا الأيام في دوامة لا نعرف منها هروبا، حتى نستفيق وقد مضت فرص لم نشعر بمرورها.

الحكمة تكمن في حب الدنيا بقدر، حب يجعلنا نعيش اللحظة دون أن نصبح أسرى لمستقبل غير مضمون. فالأمل جميل، لكنه يفقد بريقه إن طال أكثر من اللازم، كقمر يتوهج حتى يغمره النهار فلا يبقى منه سوى ذكرى شاحبة.

لنحب الدنيا، نعم، لكن برفق. لنحلم، لكن بوعي. ليس الأمل أن ننتظر ما لم يأت، بل أن نخلق من اليوم ما يستحق أن يحكى عنه غدا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى