ميزان الأرض وعبرة السماء .. الكاتبة/ الزهرة العناق

العدالة ليست ميزانا من حديد، بل روح تسكن في ضمير الإنسان، وتقيم بين الجور والإنصاف حدا لا يميل. في كل ذرة على الأرض رسالة خفية عن عدل يسري في أقدار الخلق، أحكام السماء لا تخطئ، وإن بدا الظلم في لحظة منتصرا، فإنما هي إمهال لا إهمال، وعبرة تؤخرها الأقدار لتستوفيها في حينها.
تفكر يا إنسان: كيف تغفل عن يوم يكشف فيه الغطاء، ويرد كل حق لصاحبه؟ يوم لا ينفع فيه مال ولا سلطان، ولا حيلة من مكر أو تزييف. هو قوم ينطق فيه كل شيء، حتى الصمت يصبح شاهدا، و الأقدام تحكي خطواتها، واليد تظهر ما أخفت.
أما تخشى أن يكون ظلمك للضعيف خصمك أمام العادل الذي لا يغفل؟ ألا ترى أن كل نفس تأخذه من رزقه هو فرصة لمراجعة نفسك، قبل أن يغلق باب الرحمة ويبدأ الحساب؟
كن عادلا، فإن العدل أمان في الدنيا، و نجاة في الآخرة. و احمل في قلبك يقينا بأن الله، وإن صبر على الجائر، لن يترك المظلوم بلا نصير.