الدكـــروري يكتب: أناس يتجرؤن على الخالق ويخالفون النبي

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليّا مرشدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وتابعيهم وسلم تسليما كثيرا ثم أما بعد لما سُئل الشيخ محمد بن عبدالوهاب عن قول الله تعالى ” من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون ” وقيل أنها تشمل أنواعا، فالنوع الأول وهو المشرك والكافر الذي يعمل أعمالا صالحة في هذه الدنيا من إطعام الطعام، وإكرام الجار، وبر الوالدين، والصدقات والتبرعات، ووجوه الإحسان، ولا يؤجر عليها في الآخرة لأنها لم تبن على التوحيد. 

فهو داخل في قوله كما جاء في سورة هود ” من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون ” فالكافر إذا عمل حسنات، فإنه قد يجازى بها في الدنيا، وأما في الآخرة فليس له جزاء عليها عند الله لأنها لم تبني على التوحيد والإخلاص لله عز وجل، وأما عن النوع الثاني وهو المؤمن الذي يعمل أعمالا من أعمال الآخرة، لكنه لا يريد بها وجه الله، وإنما يريد بها طمع الدنيا كالذي يحج ويعتمر عن غيره، يريد أخذ العوض والمال، وكالذي يتعلم ويطلب العلم الشرعي من أجل أن يحصل على وظيفة، فهذا عمله باطل في الدنيا، وحابط في الآخرة، وهو شرك أصغر، وأما عن النوع الثالث وهو مؤمن عمل العمل الصالح مخلصا لله عز وجل لا يريد به مالا أو متاعا من متاع الدنيا ولا وظيفة، لكن يريد أن يجازيه الله به.

بأن يشفيه الله من المرض، ويدفع عنه العين، ويدفع عنه الأعداء، فإذا كان هذا قصده، فهذا قصد سيئ، ويكون عمله هذا داخلا في قوله “” من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون ” والمفروض في المسلم أن يرجو ثواب الآخرة، يرجو أعلى مما في الدنيا، وتكون همته عالية، وإذا أراد الآخرة أعانه الله على أمور الدنيا ويسرها له ” ومن يتقي الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل علي الله فهو حسبة ” وأما عن النوع الرابع وهو أكبر من الذي قبله، وهو الذي ذكره مجاهد في الآية أنها نزلت فيه، وهو أن يعمل أعمالا صالحة، ونيّته رياء الناس، لا طلب ثواب الآخرة، ثم قال بقي أن يقال إذا عمل الرجل الصلوات الخمس، والزكاة والصوم والحج ابتغاء وجه الله، طالبا ثواب الآخرة. 

ثم بعد ذلك عمل أعمالا قاصدا بها الدنيا، مثل أن يحج فرضه لله، ثم يحج بعده لأجل الدنيا، كما هو واقع، فهو لما غلب عليه منهما، وقد قال بعضهم القرآن كثيرا ما يذكر أهل الجنة الخلص وأهل النار الخلص، ويسكت عن صاحب الشائبتين، وهو هذا وأمثاله” وهذه إنسانه قبيحة تخرج في إحدى القنوات لتقول للعالم بأي حق يعقد الرجل على زوجته، إنها تملكه ولا يمكلها وليس هناك شيء يسمى مهرا، إنما هو تقاليد أهل البادية وهكذا، فإنه غرور وجهل وإعلان وتحد للرب جل وعلا وشرعه، وإذا قيل لهم قال النبي صلى الله عليه وسلم قالوا دعونا من السنة وهاتوا القرآن، إنك تعجب من هؤلاء، يتجرؤن على الخالق ويخالفون النبي صلى الله عليه وسلم ويرمون بسنته عرض الحائط .

فيقولون دعونا من السنة لا نريد قول النبي صلى الله عليه وسلم، هكذا يقولون، وهو إعلان للكفر على العالمين فإنهم يطعنون في الكتاب والسنة وعلى الملأ وإستضافات ومشاركات وحوارات في رد الكتاب والسنة ويتجاهلون قول الله تعالي ” فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ” وقوله تعالي ” فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ” هكذا عباد الله يرد قول الله ورسوله على الملأ ويخالف ويكفر به وتثبت الشهادة بالكفر بالملايين من الناس.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى