الوحدة الوطنية عبر التفاهم الثقافي

الوحدة الوطنية عبر التفاهم الثقافي
حيدر الاداني
حيث يعيش في العراق مزيج فريد من المجتمعات التي تمتلك تقاليدها و طقوسها الخاصة هذا التنوع يعطي جمالية رائعة للعراق إلا أن غياب التواصل الفعال بين هذه الأطياف أدى إلى ظهور فجوات في التفاهم و المعلومات المتبادلة بين أبناء الشعب الواحد هذه الفجوات تسببت في كثير من الأحيان في نظرة سلبية تجاه الآخر مما أدى إلى تعميق العنصرية و الطائفية في المجتمع.
على سبيل المثال، كانت هناك بعض الأفكار المغلوطة بين أبناء الجنوب و أبناء الشمال حول عادات و تقاليد المكونات الأخرى ” ابن الجنوب قد يرى الإيزيديين الذين يعيشون في منطقة سنجار بمحافظة نينوى على أنهم يمتلكون عادات و تقاليد غريبة أو غير مألوفة، بالمقابل ابن الشمال قد تكون لديه نفس النظرة تجاه الصابئة المندائيين الذين يعيشون في الجنوب ” هذه النظرات السلبية المتبادلة نتجت عن قلة التواصل الاجتماعي والمعرفي بين الأطياف ما ساهم في زيادة العنصرية وأدى إلى تهجير الكثير من هذه المكونات الأصيلة من البلد
لتعزيز الوحدة الوطنية و التفاهم بين هذه الأطياف من الضروري العمل على تقوية الروابط الاجتماعية من خلال تنظيم فعاليات مجتمعية تجمع مختلف المكونات ، هذه الفعاليات يمكن أن تتضمن مهرجانات شعبية تشارك فيها كل الأطياف لعرض تراثها و ثقافتها المختلفة كذلك من المهم تنظيم ندوات و مؤتمرات تعنى بتعزيز الحوار الثقافي و تبادل الأفكار بما يساهم في توسيع مدارك الناس و فهمهم لبعضهم البعض بشكل أعمق.
إلى جانب ذلك يلعب الإعلام دوراً محورياً في هذا السياق ينبغي على الحكومة تخصيص قنوات فضائية بتسليط الضوء على تقاليد و عادات الأطياف المختلفة في البلد هذه القنوات يمكن أن تقدم برامج وثائقية وتعليمية تعرف العراقيين والعالم بأسره بالثراء الثقافي الذي يتمتع به البلد ، هذا النوع من البرامج سيساهم في تعزيز الوحدة الوطنية و تصدير صورة إيجابية عن العراق كبلد متنوع الثقافات.
يبقى العراق وطنا واحدا بجميع أطيافه إن تقوية العلاقات الاجتماعية بين أبنائه و العمل على تعزيز التفاهم المتبادل سيساهم في بناء مجتمع أكثر تماسكا و استقرارا و يحد من آثار الطائفية والتفرقة التي يعاني منها الوطن.