صموئيل العشاي يرصد الساعون لإسقاط النظام الإيراني

 

منذ قيام الثورة الخومينية في إيران عام 1979، ومع صعود آيات الله إلى سدة الحكم في طهران، أصبح النظام الإيراني قوة إقليمية ودولية تلعب دورًا محوريًا في الشرق الأوسط، مع طموحات تمتد إلى الهيمنة السياسية والعسكرية في المنطقة. لكن على الرغم من تلك الطموحات، فإن هناك العديد من القوى التي تسعى إلى إسقاط هذا النظام، سواء كانت دولًا إقليمية أو قوى عالمية أو حتى الشعب الإيراني نفسه. فكل طرف من هذه الأطراف لديه دوافعه الخاصة، ورؤيته حول كيفية التخلص من “نظام الملالي” الذي يراه تهديدًا مباشرًا لمصالحه وأهدافه الاستراتيجية.

الشعب الإيراني: أول وأهم القوى الساعية للتغيير
إن أول من يسعى إلى إسقاط النظام الإيراني هم الشعب الإيراني ذاته، الذي يعاني منذ عقود من سياسات القمع والفساد التي يمارسها النظام. منذ الثورة المشؤومة، وبعدها بدأت كل يوم الحريات السياسية في إيران تتقلص بشكل مستمر، وقد جابهت الحكومة الإيرانية عدة انتفاضات وحركات احتجاجية تطالب بالتغيير السياسي والاقتصادي. في عام 2009، شهدت إيران احتجاجات ضخمة بعد انتخابات الرئاسة المتنازع عليها، وهو ما أصبح يعرف بثورة الخضر، حيث خرج الإيرانيون إلى الشوارع مطالبين بإصلاحات سياسية حقيقية. ثم تكرر الأمر في عام 2017، عندما اندلعت احتجاجات ضد سوء الأوضاع الاقتصادية، وبعدها في 2019، حيث خرج الإيرانيون مجددًا للاحتجاج على ارتفاع أسعار الوقود وتدهور مستويات المعيشة.

لكن الاضطرابات التي يشهدها الشعب الإيراني ليست فقط بسبب الأوضاع الاقتصادية، بل أيضًا بسبب القمع السياسي الذي يمارسه النظام. فالنظام الإيراني يحارب كل دعوة للتغيير بالقوة، حيث يتم اعتقال المعارضين السياسيين والنشطاء الحقوقيين، في وقت يشهد فيه المجتمع الإيراني تزايدًا في الحركات الشبابية التي تطالب بالحرية والديمقراطية. و أصبحت الدعوات إلى إسقاط النظام جزءًا من ثقافة المعارضة في إيران، حيث يرى الكثيرون في النظام الملالي حجر عثرة أمام التقدم والازدهار.

ومن الواضح أن هناك استياءً واسعًا من السياسات الإقليمية الإيرانية، حيث يرى الشعب الإيراني أن الأموال التي يتم إنفاقها على تدخلات إيران في سوريا والعراق ولبنان، بدلاً من الاستثمار في تطوير البنية التحتية والاقتصاد المحلي، هي من أسباب تدهور وضعهم الاقتصادي والاجتماعي.

حكام الشرق الأوسط: خوف من الهيمنة الإيرانية
بينما يسعى الشعب الإيراني للتغيير الداخلي، فإن حكام الشرق الأوسط يعتبرون إسقاط النظام الإيراني أولوية استراتيجية. هؤلاء الحكام، الذين يتخذون موقفًا معاديًا لهيمنة طهران، يعتقدون أن استمرار النظام الإيراني في تهديد الاستقرار الإقليمي سيؤدي إلى تغيير التوازن الطائفي والسياسي في المنطقة لصالح الشيعة. يعتبر هؤلاء الحكام أن إيران قد تستخدم قوتها الإقليمية في توجيه شعوب المنطقة نحو التشييع، وهو ما يشكل تهديدًا على حكوماتهم السنية.

الدول مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، والعديد من دول مجلس التعاون الخليجي، ترى في إيران تهديدًا وجوديًا بسبب الدعم الإيراني للجماعات المسلحة مثل حزب الله اللبناني، والحوثيين في اليمن، والمجموعات الشيعية في العراق. هذا التوسع الإيراني عبر وكلائه الإقليميين يزيد من مخاوف هذه الدول من إمكانية تحوّل شعوبها إلى تبني المذهب الشيعي، مما يهدد استقرارهم السياسي والاجتماعي.

www.abualhol.news/58110/

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى