الدكـــروري يكتب: الوطن ومكتسباته وعوامل بنائه ورخائه

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله المبعوث رحمة مهداة، للعالمين كافة، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وإتبع هداه إلى يوم الدين أما بعد إن الله تعالى خلق الإنسان مفطورا على حب وطنه والأُنس به، فهو راحة قلبه وطمأنينة نفسه، وموئل الأحبة والخلان والأمان والذكريات، وحب الوطن شعور تخفق له القلوب، وشوق تتحدث به الأفئدة، وحنين يكمن في الوجدان، ومودة وألفة تتزين بها كرام النفوس وأهل المروءات والشيم، وإن حب الأوطان خالط مشاعر الأنبياء، ووجد في قلوب الصحابة والأصفياء، ومن أعجب العجب أن حب الأوطان تغلغل في دواخل الحيتان تحت الماء، ورفرفت له أجنحة الطير في السماء، فإنها نعمة هذا البلد الأمين الذي أقسم الله تعالى به في كتابه العزيز.
ومن شكر الله على نعمة الوطن تحقيق عقيدة المسلم في الولاء له ومحبته وبذل الغالي والنفيس دونه، فقد كان حب مكة والمدينة في سويداء قلب النبي المصطفي صلي الله عليه وسلم فقال “اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد” رواه البخاري، ومن لازم هذه العقيدة الدفاع عنها لأنها بيضة الإسلام، وحوزة المسلمين وقبلتهم ومهوى أفئدتهم، أمنها أمن المسلمين، وإستقرارها إستقرار العالمين، وإن الوطن الآمن المستقر نعمة ومنة من الله تعالى تتطلب شكرا وعرفانا تترجمه الأقوال والأفعال، والوطن الآمن يقوم على الإئتلاف والإجتماع وإنتظام الناس تحت ولاية واحدة، وقد علم بالضرورة من دين الإسلام أنه لا دين إلا بجماعة، ولا جماعة إلا بإمامة ولا إمامة إلا بسمع وطاعة، لأن مآلات الاجتماع ونبذ الإفتراق.
فيها قيام الدين والدنيا، وإنتظام الحياة ولا يتأتى ذلك إلا بالسمع والطاعة لولي الأمر في المعروف، والإنتماء لهذا الوطن المبارك إلتزام بالعقيدة والدين، وإتباع منهج السلف الصالحين، ومراعاة الثوابت والأخلاق، وجميل الأعراف والعادات، والإنتماء للوطن برهانه الحرص على سلامته، وصون مكوناته، وإحترام أفراده، وتقدير علمائه، وإحترام النظام، والحفاظ على موارد الوطن ومكتسباته وعوامل بنائه ورخائه، والوطن الآمن يبنى على خلق التعاون والأخوة الإيمانية، وشكر نعمة الوطن الآمن يكون برفع رايته وعدم خيانته، وحراسته من دعاة الفساد والفتن والخراب الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون، وفي ظل ما نراه من مجتمعات ودول صار أمنها مهزوزا، وحماها مسلوبا والخوف في قراها ممدودا بسبب مخالفة أمر الله والكفر بالنعم.ط
والسعيد من إعتبر بغيره، فعرف قدر هذه النعم، وتجنب الفتن والمحن، وأخذ الدروس والعبر، فالوطن الآمن المزدهر نعمة لا تضاهى، وكنز ثمين يبحث عنها الملايين، ومن رُزق هذه النعمة فقد رُزق خيرا كثيرا، فاللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين اللهم احمي حوزة الدين يارب العالمين اللهم أمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا وأجعل ولايتنا فيمن خافك وإتقاك واتبع رضاك يارب العالمين اللهم وفق ولي أمرنا لهداك وأجعل عمله في رضاك وأعنه على طاعتك يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام، اللهم أتي نفوسنا تقواها زكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها، اللهم أغث قلوبنا بالإيمان وديارنا بالمطر اللهم لا تمنع عنا بذنوبنا فضلك.