إحذروا من كل ما يذهب عقولكم .. بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم، الملك الحق المبين، المولى القدير بسم الذي خلقنا من نفس واحدة وبث منها رجالا كثيرا ونساءا بسم العلي القدير العظيم الجبار حبيب قلوبنا ونر أفئدتنا وصلاة وتسليما على خير الانام وخير الورى وخير من سرا ووطئ الثرى فهو خير نعم المولى علينا من بعد جل جلاله فاللهم إجعلنا ممن يتمتعون ويسعدون ويفرحون بلذة النظر اليك أما بعد لقد ميز الله تعالي الإنسان عن سائر مخلوقاته بالعقل، العقل الذي يميز به بين الخير والشر والحق والباطل والضار والنافع ولذا جاءت الشرائع السماوية بالمحافظة على الضرورات الخمس ومنها العقل، وحمايته عن كل داء وبليّة تؤثر فيه أو تعطل فوائده حفاظا على كرامة الإنسان، فالعقل هو مناط التكليف، وإن العنت بالعقل وإفساده جريمة من أفظع الجرائم، وهو في الدين الإسلامي من الكبائر.

ومن أعظم الوسائل التي تفسد العقل تعاطي المسكرات والمفترات والمخدرات، ولقد تفنن المجرمون في زماننا المعاصر في إنتاج أنواع المخدرات واستخدم العقل لتدمير العقل، وكان تصدير المخدرات بأنواعها المختلفة أحد الوجوه الكالحة لجاهلية القرن العشرين ومع ذلك كله يبقى النص القرآني عظيما وشاملا في حرمته لكل ما خامر العقل وغطاه وإن لم يذكر بنصه وجاءت نصوص السنة النبوية الشريفة شاملةً في التحريم للخمر وجميع أنواع المسكرات لقوله صلى الله عليه وسلم “كل مسكر خمر وكل خمر حرام” رواه الإمام مسلم، وقال شيخ الإسلام رحمه الله إن الحشيشة حرام يحد متناولها كما يحد شارب الخمر، وهي أخبث من الخمر، من جهته أنها تفسد العقل والمزاج، حتى يصير في الرجل تخنث ودياثة وغير ذلك من الفساد.ط

فيا أخا الإيمان يا من تقاد بأمر الإسلام، وتنتهي عند حدوده، كفاك تحذير القرآن وأنها رجس من عمل الشيطان، فهل أنت منتهي عن العصيان؟ فيا عبدالله في السنة المطهرة بيان أن الإيمان وشرب الخمر لا يجتمعان، فهل ترضى لنفسك أن تكون من أتباع الشيطان ؟ ويا مسلم حين لا يهون عليك دينك، فعقلك حريّ بالعناية وهو جوهرة ثمينة لا أخالك تفرط فيها لأتفه الأسباب، أتأمن أيها السكران جهلا بأن تفجأك في السكر المنية؟ فتضحى عبرة للناس طرا وتلقى اللهَ من شر البرية، ويأبى الله أن يكون الثراء فيما حرم الله ومع إرتفاع أسعار المخدرات فمروجوها من أفقر الناس وأتعسهم حالا، أما المتعاطون فلا تزال تستنزف أموالهم حتى يضيقوا بنفقة أهليهم وأولادهم وربما أضحت عوائهم عالة يتكففون الناس وقد يبيع المبتلى أهله وعرضه مقابل جرعة مخدر أو شربة مسكر.

فهل من قلوب تعي وعقول تفكر في النهاية الموحشة والآثار المدمرة لهذه البلايا، فقال صلى الله عليه وسلم ” لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن” وقال الحسن البصري رحمه الله ” لو كان العقل يشترى لتغالى الناس في ثمنه فالعجب ممن يشتري بماله ما يفسده” فاللهم ردنا إليك ردا جميلا يا رب العالمين، اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان، اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم يا ذا الجلال والإكرام يا ذا الطول والإنعام، اللهم يا قوي يا عزيز، يا جبار السموات والأرض، اللهم قاتل الكفرة الفجرة من اليهود والنصارى والشيوعيين والرافضة والعلمانيين الذي يحاربون أولياءك، ويدينون بغير دينك.

اللهم أدر الدائرة عليهم واجعل تدبيرهم تدميرا عليهم، اللهم اجعل كيدهم بينهم، اللهم أنزل عليهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، اللهم أهلكهم بالقحط والسنين، يا من لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى