أنا والشتاء كلمات الكاتبة والأديبة سميرة حمود

مقال جديد : انا والشتاء ✍️
بقلم/ سميرةحمود
في برد الشتاء القارص، ومع صوت الرياح المفزعة وأنين الوحدة وصوت دقات الساعة المزعج بين وقت مضى ووقت آتٍ، وفي عتمة الليل، ومع الصوت الأول للرعد، سارعتُ بالنزول. بين صمت الشوارع وتحت زخات المطر التي يعلو صوت الرعد فوقها، وجدت نفسي في غياب تام عن الوعي، يغرقني الشتاء، فرفعت عيني نحو السماء.
كان حديثًا طويلًا وعميقًا مع الله، حديثًا يشوبه العشق الخفي، أناجيه بابتسامة خفيفة، بينما دموع الشتاء تغمرني. شعرت وكأني أغتسل من كل الآلام والهموم، أسبح في رحمة الله كما تسبح ورقة شجر صغيرة بخضوع بين أمواج الرياح.
رأيت آلامًا تفوق آلامي، أرواحًا تأكلها المياه على الأرصفة، تحلم بغطاء يرحمها من برد الشتاء القارص. رأيت القطط والكلاب تبحث في يأس عن مأوى يحميها من المطر، وسمعت قصص العشاق، حيث تتشابك أياديهم، ودفء أحضانهم يغنيهم عن ثروات العالم بأسره.
قصص الواقع الحزين تتجلى في كل زاوية، حتى أني سمعت شجرة تناجي صديقتها قائلة: “فوقي عصفور صغير يبكي، يبحث عن أمه. هل هي عندك؟” يا له من حزن دفين وبأس مرير يتردد صداه في النفوس.
تذكرت الشعوب التي اتخذت الألم عنوانًا لحياتها، كم يعانون من جوع، وفقر، وبرد، وأمراض. ونحن هنا، في معية الله وحمايته، نحيا في نعم لا نحصيها. يكفينا أننا ننام، وهذه بحد ذاتها نعمة عظيمة.
أخذني القلم لأكتب هذه الكلمات، علها تكون رسالة للحمد والشكر، تذكيرًا بنعم الله التي تغمرنا رغم كل ما حولنا من ألم ورغم الوحدة التى تسكن بين ضلوعي يكفى الله له الحمد والثناء دائما ابدا .
سمر ✍️💚