مراحل إدمان المخدرات .. بقلم الكاتب / محمـــد الدكـــرورى

الحمد لله الذي رسم في جميع مصنوعاته على وجوده وكماله دليلا، الحي العليم السميع البصير الملك الكبير لا يدركه الوهم ولا يحده الفكر تمثيلا، وأشهد إن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو علي كل شيء قدير شهادة أعدها من أكبر نعمه وعطائه، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه، فصلوا على الهادي المصطفى فالله قد صلي عليه قديما فصلوا عليه وسلموا تسليما وعلي اله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسنته وإقتدى بهديه وإتبعهم بإحسان إلي يوم الدين ونحن معهم يا أرحم الراحمين ثم أما بعد إن المرحله الثانية من مراحل إدمان المخدرات وهي مرحلة التحمل، وهي مرحلة يضطر خلالها المدمن إلى زيادة الجرعة تدريجيا وتصاعديا حتى يحصل على الآثار نفسها من النشوة.
وتمثل إعتيادا نفسيا وربما عضويا في آن واحد، وثالثا هي مرحلة الإعتماد، والإستبعاد أو التبعية، وهي مرحلة يذعن فيها المدمن إلى سيطرة المخدر ويصبح إعتماده النفسي والعضوي لا إرادي ويرجع العلماء ذلك إلى تبدلات وظيفية ونسيجية بالمخ، أما عندما يبادر المدمن إلى إنقاذ نفسه من الضياع ويطلب المشورة والعلاج فإنه يصل إلى مرحلة الفطام والتي يتم فيها وقف تناول المخدر بدعم من مختصين في العلاج النفسي الطبي وقد يتم فيها الإستعانة بعقاقير خاصة تمنع أعراض الإقلاع، ويمكن تقسيم المخدرات وتصنيفها بطرق مختلفة عديدة منها مخدرات طبيعية وأهمها وأكثرها إنتشارا هو الحشيش والأفيون والقات والكوكا، ومنه االمخدرات المصنعة وأهمها المورفين والهيروين والكودايين والسيدول والديوكامفين والكوكايين والكراك.
والمخدرات التخليقية وأهمها عقاقير الهلوسة والعقاقير المنشطة والمنبهات والعقاقير المهدئة، وأما عن الحكم الشرعي للمخدرات؟ فقد أجمع علماء المسلمين من جميع المذاهب على تحريم المخدرات حيث تؤدي إلى الأضرار في دين المرء وعقله وطبعه، حتى جعلت خلقا كثيرا بلا عقل، وأورثت آكلها دناءة النفس والمهانة فقال الله تعالى “يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” كل مسكر خمر حرام ” والخمر هو كل ما خامر العقل أو غطاه أو ستره بغض النظر عن مظهر المسكر أو صورته وكل المخدرات مسكرة ومفترة وهي حرام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما أسكر كثيرة فقليله حرام ” كما قال ” حرام على أمتي كل مفتر ومخدر “
وإن من أسباب تعاطي المخدرات هو ضعف الوازع الديني، فإن الإيمان بالله سبحانه وتعالى من أكبر الموانع للإنحراف حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ” وكما أن من أسباب تعاطي المخدرات هو أصدقاء السوء فالصحبة السيئة ورفاق السوء كثيرا ما يكونوا سببا في تعاطي المخدرات للرغبة في التقليد وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال ” مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، وكما أن من أسباب تعاطي المخدرات هو توفر المال مع وقت الفراغ قد يكونان عاملان أساسيان في إقبال الشباب على تعاطي المخدرات إذا لم يجد التوجيه السليم لقضاء وقت الفراغ بما هو نافع ، في مقابل عدم وجود التوعية الرشيدة لطريقة الإنفاق المالي ومصاريفه.