غياب الوعي .. الكاتبة: الزهرة العناق

في زمن باتت فيه الأصالة توارى خلف ستار من العبث، وفي عصر تتسارع فيه الخطى نحو المظاهر الواهية، يغدو السؤال ملحا: هل أصبح العالم غريبا، أم أن الغرابة تجسدت في تصرفات البشر؟
لم يعد الجهل قابعا في زوايا الظلام كما كان، بل تمدد ليغزو مساحات النور بجرأة فظيعة. لم يعد الجهل نقصا في المعرفة، بل غدت الجاهلية الجديدة نمط حياة يتزين بالحداثة.
🔥حفلات بلا مناسبات:
حينما تصبح الحياة مسرحا للعبث
السهرات التي تقام دون سبب، وتزين بأعذار واهية كالهروب من الهموم، ما هي إلا انعكاس لعقل يفتقر إلى الاتزان. تقام تلك التجمعات تحت حجة “الترويح عن النفس”، ولكنها في حقيقتها تعبر عن فراغ داخلي يغطيه الزيف.
أين نحن من الوعي الذي يجعلنا نفرق بين ما يصلح النفس وما يفسدها؟
🔥النساء و”الݣالة”: انحراف بعباءة عصرية
إن كان يقال أن الشباب ينحرف بسبب ظروف اجتماعية و ضغوط نفسية، فما القول حينما تنجرف النساء إلى ما يعرف بـ”الݣالة”؟ أي تبرير يمكن أن يقنعنا بأن الغناء و الرقص في حلقات بلا هدف يخفف الهموم؟ هل نسي أولئك أن أكبر هم هو أن تصبح أفعالهن وقودا لنيران القيل و القال؟
🔥الوعي والمسؤولية: العودة إلى الأصل
ما أحوجنا اليوم إلى وعي يعيد تعريف الأولويات، وثقافة تميز بين ما يرقي النفس وما يهوي بها إلى مهاوي السطحية. لقد بات الرجال ينادَون إلى الصلاة، بينما تنادى النساء إلى “الݣالة”. أليس من المحزن أن تتحول المسؤوليات الجليلة إلى خيارات هامشية؟
✍️النهضة تبدأ من الذات
إن النضج و الوعي لا يتحققان إلا بإرادة داخلية تعيد تقييم السلوكيات، و تصلح مكامن الخلل. علينا أن ندرك أن الهروب من الهموم لا يكون بالسقوط في عادات تجرد الإنسان من قيمته، بل بالمواجهة الصادقة التي تفضي إلى البناء و الارتقاء.
أخيرا وليس آخرا، يبقى السؤال معلقا: هل ستشرق شمس الوعي لتبدد غيوم الجهل، أم سنظل نعيش في جاهلية جديدة، نغلفها بمسميات خادعة؟