الشمال يجمع رفات الشهداء من تحت الردم .. الكاتبة: ليندة حمدود

جرح آخر من الشمال في طريق العودة أين انتصرت غزّة وعانقت الحرية وتنفست روح الشمال المكلومة واستقبل الٱحبة في خط دفن أكثر من ألف قصة للغزيين طوال الحرب.
محور نيتساريم أين مضت الشهادة في درب مجهول أغلبيتهم عبروا رافعين راية السلام بوعد من كيان خائن لا يحفظ على عهد ولا يؤتمن على ميثاق.
أكثر من مائة شهيد جمعت رفاته على المعبر ووضعوا بين جثث المجهولي هوية.وجع مرير ولحظات دامية عاشها أهل الشمال أثناء العودة.
كانوا يعلمون مخلفات كيان نازي ولكن لم يتوقعوا الصورة الواقعية في نسف كلي و كامل لبيوتهم أملاك وذكرياتهم.كل عائد لمنطق سكناه ترح شهيد ونزح ناجيا من أهوال القيامة التي شهدها الشمال أثناء الحرب.
لم يسعهم الوقت لحمل شهدائهم ولم يكن لهم ما يلزم لرفع الردم أو التحرك حتى من رجال الدفاع المدني لأن الإغاثة بالشمال أنذاك كانت بمثابة إعدام ميداني من قناصة الجيش الصهيوني.
كل مدته شهر سبع عام ونصف ترك شهيد تحت الردم ولم ينتشل لخطورة الوضع فما كانت العودة إلا جمع وجع وحمل رفات لشهداء تحللت جثثهم و لم يبقى سوى جماجم في وملابسهم تحت الركام.
أهل الشمال مع حزن آخر في رفع دمار بيتهم ونبشه من أجل جمع أبنائهم وأزواجهم و أبائهم الشهداء المدفونين تحت ذكريات بيوتهم المدمرة.