للشهداء أنواع في الشريعة الإسلامية

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين، الحمد لله الكريم الوهاب، الحمد لله الرحيم التواب، الحمد لله الهادي إلى الصواب مزيل الشدائد وكاشف المصاب، الحمد لله فارج الهم وكاشف الغم مجيب دعوة المضطر، فما سأله سائل فخاب، يسمع جهر القول وخفي الخطاب أخذ بنواصي جميع الدواب، فسبحانه من إله عظيم لا يماثل ولا يضاهى ولا يرام له جناب هو ربنا لا إله إلا هو عليه توكلنا وإليه المرجع والمتاب، وسبحان من إنفرد بالقهر والإستيلاء، وإستأثر بإستحقاق البقاء، وأذل أصناف الخلق بما كتب عليهم من الفناء، وأشهد أن لا إله إلا الله ثم أما بعد لقد حثنا الإسلام علي الشهادة في سبيل الله عز وجل، وأنه ليس الشهيد في الإسلام نوعا واحدا، بل للشهداء أنواع في الشريعة الإسلامية.

وإن أنواع الشهداء في الإسلام كما قررها الفقهاء ثلاثة أنواع، فمنهم شهيد الدنيا والآخرة، يعني الذي يعرف أنه شهيد في الدنيا والآخرة، وهو أعلى مراتب الشهادة، وهو الذي قد خرج صادقا لقتال الكفار وقتل في ذلك القتال، وأما الصنف الثاني فهو شهيد الدنيا، وهو الذى قد خرج للقتال رياء، فهذا لا يعلم سريرته إلا الله تعالى، فمن الممكن أن يعتقد الناس أنه شهيد، ولكنه في الحقيقة ليس شهيدا عند الله تعالى، والصنف الثالث هو شهيد الآخرة، وهذا الصنف يعامل في الدنيا على أنه ميت كسائر الأموات، ولكنه عند الله تعالى في الشهداء، فمن هؤلاء الصنف الذي يموت غرقا، والذي يموت بداء في بطنه، والذي يموت بالطاعون، والذي يموت في الغربة، والذي يموت وهو يطلب لعلم.

وكذلك منهم المرأة التي تموت في طلقها، والذي يموت مظلوما كالذي يدافع عن ماله أو عرضه أو أهله أو نحو ذلك، فمن كرم الله تعالى على عباده أنه لم يجعل نيل رتبة الشهادة في الموت في قتال الذين كفروا، وإنما جعل كثيرا من الميتات شهادة، فما أكثر المغتربين في زمان الحروب، فإذا ثبتوا على دينهم هناك وماتوا فهم شهداء بإذن الله، وأولئك الذين تخطفهم الوباء ما أكثرهم، فليهنؤوا بالشهادة وليهنؤوا قبل ذلك برب كريم سبحانه وتعالى، فإن الشهادة المقبولة عند الله هي الشهادة الصادقة وليس الشهادة التي يخرج صاحبها ليستعرض طاقاته أمام الناس ليرضي غروره ويرضي الشيطان، ولكن الشهيد الحق هو الذي قد خرج من بيته يدفعه الصدق وحب الله تعالى، حب الله يجعل المرء عبدا لله كما ينبغي، وبذلك تكون كل أفعاله نابعة من قلبه.

ومن هنا تكون أعلى منازل الشهادة هي الشهادة في سبيل الله في قتال الكفار إقبالا من غير إدبار، وهنالك أيضا أنواع للشهداء قد ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم، في أحاديث كثيرة، ولكن مع فرق صغير وهو أنها تعامل في الدنيا معاملة الموتى العاديين من حيث التغسيل والتكفين والصلاة عليهم، ولكنهم عند الله في الشهداء، ومنهم خمسة أصناف قد ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم، في حديث واحد، منهم شهيد المعركة الذي يعرف أنه الشهيد في سبيل الله تعالي، وأما الأصناف الأخرى فهي في قوله صلى الله عليه وسلم ” الشهداء خمسة، المطعون والمبطون والغريق وصاحب الهدم والشهيد فى سبيل الله “

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى