المعاهدة بين المسلمين واليهود .. بقلم الكاتب / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله حمدا كثيرا كما أمر والصلاة والسلام على محمد سيد البشر، الشفيع المشفع فى المحشر، صلى الله وسلم وبارك عليه ما اتصلت عين بنظر او سمعت اذن بخبر، فقد قال تعالى ولم يزل قائلا عليما وآمرا حكيما تشريفا لقدر المصطفى صلى الله عليه وسلم وتعظيما، ” وإنك لعلي خلق عظيم” لقد كان أول عمل لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة بعد هجرته إليها هو بناء المسجد، وقد ساعده في البناء الصحابة الكرام رضي الله عنهم، وكانوا ينقلون اللبن معه، أى الطوب للبناء، وكانت أرض المسجد عبارة عن بيدر تمر لغلامين يتيمين كانا في حجر أسعد بن زرارة، وقد إبتاعه رسول الله صلى الله عليه وسلم، منهم حتى يقوم ببناء المسجد، وكان المسجد مصنوعا من الطوب اللبن، وأسقفه مغطاة بجريد النخل، وأعمدته من أخشاب النخل، وكان لبناء المسجد عدة أهداف.

فلم يكن بناؤه فقط على الأساس الديني، وإنما تنوعت الأهداف، وهو التأكيد على إرتباط الدين والسياسة معا، فكان المسجد بمثابة مكان يمارس فيه القائد والحاكم مهامه، فالسياسة جزء من الدين لا تنفصل عنه، ولو أن الأمر يناقض ذلك لأقام الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بيتا للأمارة بشكل مستقل عن المسجد، وأيضا كان من أهمية المسجد هو تثبيت الأصل التي تقوم عليه الدولة الإسلامية، والذي يتمثل بالعلاقة مع الله تعالى، فهي الأساس الذي تقوم عليه أمور السياسة، وأيضا إستقبال الوفود في المسجد، والإجتماع معهم فيه، للبحث فيما يتعلق بأمور الحروب، والإصلاحات والأسرى، وعقد الإتفاقات والتفاوضات معهم، وكذلك التشاور في أمور الغزوات قبل حدوثها، وعقد مجالس لتعلم العلوم الشرعية، وباقي العلوم الأخرى، والحكم بين المتخاصمين داخل المسجد.

حيث كان يعد دارا للقضاء، وكذلك ممارسة بعض الأنشطة الإجتماعية، فهو مأوى الفقراء، ومكان لممارسة الأحباش لبعض الأنشطة الترفيهية، والمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار حيث آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم، بين المهاجرين والأنصار، ووثق بينهم روابط المحبة والألفة، والتكافل الإجتماعي، وكان على أساس الأخوة الإسلامية، فكانت علاقاتهم بعد المؤاخاة مع بعضهم، كالأخوة تماما، يتقاسمون أمورهم، ويتعاونون مع بعضهم في أمور الخير، وما ينفع مجتمعهم، ويحبون الخير لبعضهم، ويؤثرون على أنفسهم رغم ضيق عيشهم وصعوبة أحوالهم، فكانت أخوتهم صادقة وحقيقية، تقوم على الإيمان بالله تعالى، وعلى العقيدة السليمة في نفوسهم، وتمت المؤاخاة في بيت أنس بن مالك رضي الله عنه، وكما أقام النبى المصطفي صلى الله عليه وسلم.

بالمعاهدة بين المسلمين واليهود حيث قام رسول الله صلى الله عليه وسلم، بكتابة الوثيقة أو الصحيفة التي تنظم علاقة جميع المواطنين في المدينة على إختلاف دياناتهم وأصولهم، فكانت بين المسلمين من المهاجرين والأنصار مع بعضهم البعض، ومع قبائل يهود بني قريظة، وبني النضير، وبني قينقاع، وإشتهرت بإسم وثيقة المدينة، وقد سمّاها بعض المعاصرين بدستور المدينة، وإحتوت الوثيقة في داخلها على مجموعة من البنود المتفق عليها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى